زمان اه علي ايام زمان كنت في طريقي اليومي للعمل واذ به يستوقفني ويشد علي يدي
بقوة مسلما ويحضني حضن ابوي تاملت ملامحه واستدعيت ذاكرتي من بعيد
وفي صوت يعلوه الدهشة والحنين للماضي قلت ازيك يا استاذ رمضان
تعجبت لنفسي لتذكري اسمه
علي الرغم من مرور عشرون عاما لم اراه ولم اسمع حتي اي شي عنه اخر مرة اتذكر ملامحه
كان شابا يافعا قويا كان يعمل لدي ابي في محل ميني فاتورة بسيط الحال يستعين بعمله
علي مصاريف الدراسة
حتي تخرج وتم تعينه مدرس في الوادي الجديد وذهب ولم يعد الا كل حين وحين واخذتنا الحياة
كنت عندئذا في المرحلة الثانوية ومرت السنون وتخرجت من كلية الطب
وتعينت بالريف ثم تخصصت في طب الاطفال وخلال تللك الفترة لم اسمع حتي اسمه
الغريب انني رايت اخوه من يومين فجاء علي بالي وحاولت ان استجمع صورته في عقلي
وتسالت مع نفسي عن احواله وربما هذا الذي ساعدني علي تذكر اسمه عندما رايته فقد تغيرت
ملامحه عرفت انه مر بازمه صحية تركت اثارها علي وجهه
والشئ بالشئ يذكر فقد عدت بذاكرتي الي ايام الدراسة الجامعية كنت اسكن مع اصدقائي
في شقة مفروشه(يا دوب سرير ودرفة دولاب وتربيزة لكل واحد)وكان في شي من الرفاهيه
يتمثل في تلاجه حالها يصعب علي الكافروبوتاجاز شرحه كنا من مختلف المحافظات
من اسوان جنوبا الي المنيا شمالا نجتمع سويا يوميا علي حلة طبيخ من الفريزر مع مكرونه
من صنع ايدنا تسد نفس اي جعان ورغم ذلك لا يتبقي اى لحسة بعد الهجوم الضاري لشلة المساكين
ثم تبدا الخناقه اليوميه علي عمل الشاي وغسيل الاطباق التي غالبا ما تترك في الحوض
حتي اشعار اخركان اهم شئ يميزنا المحافظه علي الصلاة رغم انها كانت فترة عصيبة فترة
المواجهه بين الجماعات الاسلامية والحكومه(الشرطه) ورغم ظروف كتيير قد تنتهي
بعدم الاستدلال عليك الا بعد مرور شهور او سنين كنا نصر علي الصلاة في
المسجد خاصةا صلاة الفجر مع ان الوضوء
في الشتاء صعب والصحيان اصعب ومع اننا ما كناش ملتزمين اوي علي رائ اخوانا الجماعات
لكن كان في رغبة داخلنا لنصره الاسلام وكنا بنحس ان اصرارنا علي الصلاة
في ظل الظروف ده هو الجهاد الاعظم
كان اكبر همنا الدراسة وكانت تمثل الهم الاكبر ونحلم باليوم اللي نخلص فيه من الهم ده
ونتخرج بقي ونعيش مكناش عارفين عن الهموم حاجة خالص؟؟
ما علينا علي رائ محمود عبد العزيز في فيلم مش فاكر اسمه
(لما يتزوج اربعة واحدة منهم اسمها كريمه او جريمه ذي ما كان بينطقها)
اما في المساء فكنا نبحث في الراديو عن اذاعة راديو مونت كارلو
(قبل وجود الدش وقناة الجزيره) علشان نسمع اخر اخبار المواجهات بين الشرطه والجماعة الاسلامية
وعدد القتلي من الطرفين واخر اخبار ديروط و قرية مسارة وصنبو
وكان هناك دائما تمشيط عل الشقق المفروشة للبحث عن فلول الجماعات الهاربة
وفي احدي المرات دقت الشرطه الباب علي احدي الشقق المفروشة
وكان بداخلها ثلاثة من الجماعات احدهم يدعي احمد زكي
وكان علي راس المطلوبين امنيا وهو من العائدين من الجهاد في افغانستان
ولم يكن هناك علم مسبق بوجوده في هذه الشقة حيث كان اغلب الظن
انها مجموعة من الطلبة المنتمين للجماعة الاسلامية وما ان طرق الباب
حتي انطلقت من خلاله وابل من طلقات النار اصابت قوة الشرطه بالزعر
واصيب ظابط وعسكري وتجمعت اعداد لا حصر لها من الامن المركزي
حول المنزل ولم تستطع اي قوة اقتحام المنزل حيث كانت هناك مقاومة كبيرة
وقدره اكبر واعلي علي استخدام السلاح من افراد
وبعد اطلاق كمية كبيرة من الغاز المسيل للدموع
استطاعت المجموعة (الارهابية) من الفرار للبيت المجاور حيث
تحصنت به جيدا واستعانت الشرطه بقناصة اتت خصيصا من القاهرة
الي اسيوط بالطائرة وبعد ان اخذت مواقعها في احدى الابراج المقابلة
للمنزل تم عمل فتحة بسقف المنزل بواسطة قذيفة ار بي جي
وتم قتل المجموعة بعد حوالي عشر ساعات لم تستطع قوة الشرطة
المؤلفة من كل قوات امن اسيوط من اقتحام منزل به ثلاثة مسلحين
لم اكن اتصور ان العلاقة التي تجمعني باصدقاء الجامعة والسكن يمكن ان تنتهي
كنت علي يقين اننا سنبقي علي اتصال دائم وان بعد المسافات لن يحول بيننا ولكن هيهات
تفرقنا كلا في طريقه لدرجة انني لا اتذكراسماء بعضهم ياا ا اه
لهذه الدرجة يمكن للسنين ان تنسينا الاحبه من الاهل والصدقاء ؟؟
الاجابه بكل اسف نعم