السبت، 24 يوليو 2010

كلنا خالد سعيد


فتح الكومبيوتر اخذ يبحث عن العاب جديدة علي النت فعلاقته بالكومبوتر لا تتعدي مشاهدة الافلام وسماع الاغاني والالعاب يقضي جل وقته في كل لعبة جديدة يحاول الوصول الي مراحلها الاخيرة تترقبه امه في وداعه لا تنهيه عن الجلوس امام الكومبيوتر كل هذا الوقت هي لا تريده ان يخرج من المنزل تخشي عليه من الشارع هو وحيدها منذ ان رحل والده وهو رضيع رفضت فكرة الجواز وعاشت وسط اهلها تربي ابنها الوحيد تتذكر اياما مضت تبكي بحرقة تكاد ان تجن هي كانت فتاة لم تتعدي عندئذا سن ابنها 17 عاما عندما طرق الباب اول عريس لها ابن عمها حاصل علي دبلوم صنايع متدين يعمل مع والده في التجارة مضت شهور الجواز الاولي في سعادة غامرة بدأ المولود الاول والاخير ينبض داخل احشائها كم كانت فرحتها وكانت فرحة ابوه كاد ان يحملها من فوق الارض كان يعاملها بحنان الدنيا كلها حتي كانت تشعر من شدة فرحها ان الامر لن يطول وصدق حدسها ذهب كعادته الي المسجد المجاور ليصلي الفجر الامام شاب ملتحي يخطب بعد كل صلاة عن الجهاد وفساد النظم وانتشار الفحشاء والمنكر لا يهتم كثيرا بخطب هذا الامام فهو يراهم مجموعة من الشباب لم يجدوا عملا فاطلقوا اللحي واخذوا ينصحون الناس هو لا يدري ان المجموعة اصبحت حركة تعلن عن نفسها كل يوم بشكل جديد بدات المواجهات المسلحة بين حركة الجهاد الاسلامية والشرطة قتل من قتل وعاش من عاش اختفي الامام فجاة وتناثرت الاخبار هنا وهناك البعض يرجح قتله والبعض الاخر اعتقاله والبعض يري انه هاجر الي افغانستان لم تمضي الا اسابيع وفي ليلة غاب عنها ضوء القمر والسكون يقبض الارواح صرخت هي باعلي صوتها قد جاءها الم الولادة هون عليها من امرها واتصل بامها لم تمضي دقائق طرقات قوية وسريعة علي الابواب فتح الباب فزعا دخل رجال الشرطة يفتشون المنزل شبرا شبر لم يتركوا شيئا الا بعثروه حتي مراتب السرير اخرجوا احشائها صرخت هي من الم الولادة ومن فزعها لم يلتفت احدا لصراخها صرخ هو زوجتي بتولد لم يمهلوه عاجلوه بتكتيفه وجره الي البوكس لم يعي شيئا مما يدور حوله في امن الدولة كانت المفاجاة الامام الشاب وقد تغيرت ملامحه وكأنه خرج من القبربعد ان اماته الله 100 عام سألوا الامام سؤال واحد هوه ده؟ واجاب بنعم! وكانت هذة الاجابة كافية ليذوق اشد انواع العذاب لم يعرف اهله مكانه الا بعد ثلاث سنوات قضتها هي في بكاء مستمر ولهفة وشوق علي زوج لا تعرف جريمته ولا مكانه ولا ان كان حيا او ميتا دارت علي سجون مصر ومعتقلاتها شمالا وجنوبا شرقا وغربا وهي تحمل رضيعها الذي لم يراه ابوه لا يعلم حتي بوجوده في الحياة اخذت تسأل اي سجين يخرج سواء كان سجين سياسي او جنائي عن زوجها تصف ملامحة فربما غيروا اسمه هي لا تعلم ان اسمه لم يتغير ولكن ملامحه هي التي انعدمت استدعاء من الشرطة لاستلام جثة زوجها اه و اه و اه قالتها بكل حرقة خرجت الاه من كل خلاياها انشقت السماء لها واهتزت الارض لسماعها اه علي زوج لم تمضي عمرها معه الا ايام واه علي ابن لم يري ابوه واه علي اب لم يعلم بوجود ابنه واه علي مستقبل مجهول واه علي فتن الليل والنهار واه علي الدنيا واه والف اه علي ظلم البشر منع الامن من وجود احد في جنازته الا ابوه واخوته ومنعوا اقامة اي سرداق للعزاء بأي ذنب قتلت وبأي ذنب تدفن في الخفاء وبأي ذنب تعيش هي وحيده في الحياة سارت الايام بحلوها ومرها لا تبتغي شيئا منها الا هذا العابث علي ازرار الكومبيوتر تنظر اليه فتملؤها نشوي وسعادة وكانها تملك كنوز الارض و جنان الحياة تغفل فتتذكر كيف قتل زوجها بدون اي ذنب فيكاد قلبها يتمزق خوفا علي مستقبل ابنها هل يمكن فجأة ان يأخذوه منها كما فعلوا بابيه هل يمكن ان تتكرر المأساة تشاهد يوميا برامج التوك شو واذ بهم يتحدثون عن قضية خالد سعيد ترتجف يدور في ذهنها كل ذكريات الحزن والالم التاريخ يعيد نفسة الزمن توقف نفس الاحداث وان اختلفت نفس الوجوة الجبارة نفس التكتيفة التي كتفوها لزوجها نفس الصراخ لا احد يعلم لما يساق كالخراف للموت صرخت بنفس الاه التي صرخت بها عند موت زوجها هب اليها ابنها فزعا امي ماذا بكي لم تستطيع ان تجاوبة تغير لون وجها ابيضت شفتاها وتوقف نبضها فارقت الحياة ازمة قلبية حادة هكذا شخص الطبيب موتها
اخذ ينظر الي النيل وهو يرتدي السواد ويشارك في الوقفة الصامتة من اجل خالد سعيد ينادي علي امه ثم ينادي علي ابوه يشهق شهقات وكأنها الموت يبكي يصرخ انتهت الوقفة يسير مع الشباب الي المجهول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق