عندما نظر الي القمر رأها رأي حبه الاول الوجه الملائكي حاول ان يجد وجه تشابه بينها وبين فتاة مارينا فلم يجد الا اجتماعهم في الجنس فقط شتان بين الوجه الملائكي والجمال الهادئ والحياء الممزوج بأدب وحمرة وبين الوجه المكشوف مع جسد عاري واخلاق عليها علامات استفهام حاول ان يقنع نفسه ان هذا الاختلاف نابع من اختلاف طبيعة الحياة و أنه قادر علي ان يلجم فتاته هذة بعدما يسيطر علي قلبها بحبه وعقله وعزلتهما هناك في امريكا .تذكر في تلك اللحظة الاتصال باحد اصدقائه في جامعته المصرية ممن اوصاهم بالبحث عن عروس تبادل معه التهاني والترحاب بالوصول الي ارض الوطن سالما وتتطرق الحديث عن الكلية و القسم واحواله واحوال الاصدقاء وزملاء الدراسة حتي كانت المفاجاة الغير متوقعة والصدمة اخبره ان زميلتهم ذات الوجه الملائكي قد انفصلت عن زوجها وانها حاليا في مارينا للاستجمام من هذا المنعطف في حياتها احس بدقات قلبه تتسارع وتتصارع نظر من البلكونة لعله يراها علم الان لماذا القمر بدرا فقد علم بوجودها فاكتمل وانار مارينا كلها لقد انعكست صورتها علي القمر فرأها منذ لحظات علي وجهه تنفس بعمق وتنهد تنهيدة عاشق رأي معشوقته بعد سنين تذكر ان زميله ما زال يحدثه ولكنه كان في عالم اخر لابد انه سوف يراها مارينا ليست بهذا الكبر سوف يبحث عنها من الصباح الباكر سوف يجوب اركان هذا المكان بحثا عنها انه علي يقين ان رمال الشاطئ ستخبره بوجودها وان البحر سيجود عليه بعطرها الليل ما زال في اوله هل يخرج الان بحثا عنها وهل صاحبة الوجه الملائكي ممن يحيي ليل مارينا حاول جاهدا ان يستفسر عن عنوانها في مارينا بحجة انها فرصة قد لا تتكررللقائها والسلام عليها خاصة انه موجود الان في مارينا فأخبره ان معه رقم هاتفها ويمكن له ان يهاتفها ويدبر معها امر هذا اللقاء . رقم هاتفها ايحدثها الان هل سوف يسمع صوتها هل يجرؤعلي هذة الخطوة هل اقتربت المسافات بينهما الي هذة الدرجة انها كانت زميلته في القسم ودارت بينهما احاديث كثيرة ولكنها كانت في مجال العمل حدثته مرة وهو في امريكا كانت المفاجاة اكبر منه عندما رن هاتفه رأي رقم من مصر ظن انه اخوه او احد اصدقائه عندما سمع صوتها دارت به الدنيا عندئذا كانت كلمة الو منها كفيلة بان يترنح وهو يسير في طرقات الجامعة عرفها مباشرا فان صوتها مطبوع داخل عقله يتردد عليه كل حين عندما تضيق به الدنيا ويحن اليها كم من مرة سمع هذا الصوت في احلام يقظته وكم من مره جاءه كهاتف في منامه ليحول ليلته الي حلم جميل .الووووووو انا الدكتورة ريم اراد عندئذا ان يحضن الهاتف او يضعه علي قلبه بدلا من اذنه رد عليها بلهفة المحب وبشوق العاشق المحروم لأول مرة يشعر بالحنين الي مصر عند سماع صوتها كانت الحياة في امريكا تلهيه عن مصر واهله فيها لم يشعر بهذا الحنين لمصر من قبل الا عندما سمع بموت امه كانت تريد ان تستفسر منه عن حالة والدها وامكانية سفره الي امريكا لاستكمال العلاج هناك رحب بهذة الفكرة فانها فرصة ذهبية لرؤيتها اعد لها كل شئ لهذة الزيارة ولكن القدر حرمه منها وكأن القدر دائما يقف له بالمرصاد مع انه اعطاه الكثير والكثير الا الحب مات ابوها قبل ان يتمكن من السفر لامريكا لاستكمال علاجه فيها حزن كثيرا لسماع الخبر لم يحزن لموته ولكنه حزن لعدم مجيئها بعد ان استعد وأعد نفسه للقائها لدرجة انه اشتري ملابس جديدة وغير عربته واشتري احدث موديل وأعد برنامج كامل يستطيع من خلاله ان يكون معها اكبر وقت ممكن نعم انها ليست له هذة الحقيقة التي اراد ان يلوي عنقها ويغير مجراها الي مصبه لم يسمع عن اخبارها شئ منذ وفاة والدها كان اخر عهده بها عندما اتصل بها من عام ونصف ليقدم لها واجب العزاء. الان الفرصة مواتية والظروف كلها تدفعها اليه انه لا يطمع الا في رؤيتها والحديث معها دقائق معدودة انه حلم الماضي وامنيته وحبه الاول والاخير وذكريات الدراسة ونقاء القلب وعزوبة الايام انها الجمال الرباني والحياء الجميل والطهر والعفاف عشق وجهها وصمتها وابتسامتها كان احساسه بوجودها معه في نفس الفصل كفيل بان يجعله في قمة السعادة كان احيانا كثيرة يخشي ان ينظر اليها فتلتقي عينه بعينيها فيفتضح امره فيكتفي بالنظر الي صوابعها وهي تكتب المحاضرة انها هي من ارادها دوما نعم انه علي استعداد ان يرتبط بها ولو كانت مطلقة ولو كانت لا تحبه ولو تغيرت ملامحها ولو ذبل جمالها وترك الزمن عليها اثاره ان ما يفصل بينه وبين سماع صوتها ان يطغط علي زر الاتصال في هاتفه صوابعه ترتجف وكأنه مراهق يخطو اولي خطوات مراهقته مع بنت الجيران هل تأخر الوقت ؟ ولكنه الصيف وليل مارينا الممتد للصباح ولكن ماذا يقول لها ؟ توقف تفكيره فجاة وتوقف عقله لا يسمع سوي دقات قلبه المتسارعة ولكنه قرر دون تفكير ان يتصل بها وليكن ما يكون ضغط علي زر الاتصال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق