السبت، 30 أكتوبر 2010

فريسكا (7)

في هذة اللحظة

دخل عليها اصدقائها ليودعونها احس عندئذا بأنه اطال جلسته واحس برغبة شديدة في الانفراد بنفسه استأذن منها فودعته علي وعد بلقاء.

كان الوقت يميل الي الغروب عندما وصل الشالية بدل ملابسة وارتدي ملابس خفيفة والقي بجسدة علي اريكة بشرفة الشالية لون غروب الشمس مع نسمات هواء البحرمع سكون الكون من حوله جعله يطير فوق السماء الدنيا يداعب النجوم ويهمس للقمر عما يدور في خلده هذة الفاتنة هل هي ما زالت عذراء ؟ طرحه السؤال من السماء الي ارض الوقع فتاة عاشت في امريكا بمفردها كل هذة الفترة وانتقلت في رحلاتها من ولاية لولاية وكان لها اصدقاء من مختلف الجنسيات ما زالت تراسلهم هل تستطيع ان تحتفظ بعذريتها وما الدافع او الوازع الديني الذي يدفعها لذلك وهل غشاء البكارة يعني لها شيئا وان كان يعني لمن يرتبط بها فما اسهل من عملية ترقيع بسيطة علي ايدي طبيب ماهر يجعل الامر كأنة لم يكن في اقل من نصف ساعة هل يمكن ان تبيح له بسرها وهل يجرؤ هو هل سؤالها هذا السؤال وهل كل المشكلة تقع وراء الاجابة علي هذا السؤال هل تنتهي مخاوفه وظنونه وهل يهدأ باله وفكرة ان اطمئن الي عذريتها وان كان ارتضى لنفسه بالزواج من فتاة مثلها اليس من الافضل ان يرتبط بصديقتة الامريكية فهي لن تختلف كثيرا في افكارها وحياتها عن هذة المصرية المتامريكة علي الاقل هي يعرف اجابتها علي طلبه بالزواج ويراها امامه ككتاب مفتوح دكتورة مجتهدة تعشق مهنتها وتعشق علمه ومصريته يري في عينيها نظرات الاعجاب باستمرار وكانها تنطق بها طوال الوقت لا ينكر فضلها عليه فهي من احتضنته بدفئها عندما لفظه الاخرون وشجعته عندما تمكن اليأس منه لا يعلم هل اهتمامها الزائد به جعله يشعر بالدلال هل كان يريد امراة تتمنع فيتلوع ويتلوي ويخر لها ساجدا ام انه كان يريد الارتباط بمصرية يضمن معها حياة نقية واذا كان هذا فما الذي جعله الان يفكر في هذة الفتاة الفاتنة ان صديقته جميلة مثقفة بل انها مبهرة ولكن كان خطأها الوحيد انها هي التي بادرته الاعجاب ورفعت اي حواجز بينهما كانت صدمة عندما دعته الي شقتها بعد ان بدأ يلين قلبه لها شعر وقتها بالفارق الكبير بين ثقافته وثقافتها فكره وفكرها عقله وعقلها اعتذر بلطف فسرت رفضه بأن له صديقة فابتعدت عنه لبعض الوقت ثم علمت ان هذة ثقافته فاحترمته ولكنها عادت ثانية تتقرب اليه كم من مرة وهو ينام وحيدا علي سريرة في غربته يستدعيها خياله لتؤنس وحدته وتشاركه فراشه وتذهب عنه برودة اطرافه كم من مرة امسك بهاتفه وكاد ان يستدعيها لولا ان نهرته نفسة وأبت ولكنه لم يستطع الصمود امام تليفوناتها تعلم جدول عمله وتختار الاوقات المناسبة لتتحدث معه تبدا دائما بالاعتذار عن اتصالها في هذا الوقت وهي تعلم جيدا انه وقتها وهو ينتظرها فلا صديق له ولا حبيبة يلهو معها ولا قريب يعاوده انها كل ما يعرف في امريكا بعد انتهاء وقت العمل حديثها شبه اليومي هو النقطة الدافئة وسط جليد غربته ذلك الحديث الذي جعلها تنتظره وترفض الارتباط بغيره ولكن هل يتخلي عنها هل هي مجرد نزوة في حياته انه لم يحدثها حديث الحب وان كان عبر لها عن اعجابه بها وشكره الدائم لمواقفها معه انه رفض معاشرتها وبل ولمح اكثر من مرة برغبته في الزواج من مصرية مثله بل كان دائما يحاول ان يضع بينها وبينه حواجز حتي ايقن انها لا تريد منه سوي الحب ان كان يرفض فكرة الزواج منها حاول في الايام الاخيرة ان يتهرب من تليفوناتها ويختلق الاعذار انه يحترمها ولا يريد لها انتظار الوهم ان تليفوناتها تعلقها بحبال واهية احس بالانانية يريدها ولا يريدها يشتهيها ويرفضها بينهما جسور من التفاهم والانسجام وبينهما سدود من القيم والعرف والتقاليد هل تستطيع امواجها علي تحطيم تلك السدود هذا املها وهل يعبر هو فوق الجسور ليصل اليها هذا ما كان يشغله طوال ايامه قبل سفره الي مصر كان قراره النهائي بوضع حدا لهذا الامر كله والسفر الي مصر للتفكير في هدوء بعيدا عنها

الخميس، 28 أكتوبر 2010

فريسكا (6)

عن ماذا يحدثها وبماذا هل يحدثها عن تفوقة او عن قصة كفاحه لا قصة كفاحه مليئة بالالم ايحدثها عن الفريسكا وانه كان صبي يحمل الفريسكا علي الشاطئ لا يمكن ان يكون هذا الحديث ممتع لها ولا له ما لها هي والكفاح انه الان يعيش الواقع الواقع الذي يقول انه استاذ في جامعة امريكية مرموقة حتي اهله لم يتبقي منهم غير اخيه مدرس اللغة العربية في بلدته بالصعيد فوالده متوفي منذ زمن طويل ووالدته توفيت وهو بامريكا ولم يستطع حضور جنازتها حتي تكاليف الدفن والجنازة تكفل بها الاخ الاكبر التي اعتاد ان يتكفل بكل شئ منذ وفاة والده فهو الاخ والاب اما بقية العائلة فعلاقته بهم محدودة فهم قد تخلوا من زمن بعيد عنه وعن امه واخوه ولا داعي الان ان يصل ما قطعوه وهو في مكانته هذة كما تدين تدان هكذا يقول لنفسة كلما اراد احد اقاربه اي خدمة منه عندما كان في مصر سواء بالتوصية علي مريض محجوز لديه بالمستشفي او بزيارة عائلية للافتخار بالدكتور الجامعي كان دائما يرفض ويتهرب بحجج واهية وهو يحدث نفسه كما تدين تدان الان يتذكرونه واين هم ايام فقره وحاجتهم اين هم وهو يدور علي شواطي الاسكندرية بحثا عن عمل والبعض منهم لو تبرع بجزء بسيط جدا لهؤلاء اليتامي لاغناهم عن كل هذا الشقاء ولكن الكل تخلي عنهم وتركوهم يواجهوا الحياة بل البعض كان يحقد عليه كيف لهذا اليتم بدون دروس خصوصية وبملابس لا تتغير السنة كلها وبطعام خالي من انواع اللحوم كلها ان يتفوق علي باقي افراد العائلة المصروف عليهم من جنية لالف علي حد قولهم كان دائما الاول علي مدرسته في جميع سنوات الدراسة حتي في المرحلة الثانوية كان الاول علي المركز كله والثالث علي المحافظة كيف لكي بمصاريف كلية الطب هكذا قال الاهل لامه عندما جاءوا ليباركوا هذا النجاح العظيم بدلا من تقديم يد العون لها ومحاولة المشاركة في تكفل بعض مصاريفه اثناء دراسته جاءوا لاحباط الام وقتل الحلم داخلها حلمها له بان يكون دكتور انه اول دكتور في العائلة كلها لم تجادلهم كثيرا ولم تطلب مساعدة احد هكذا كان حالها دائما معهم فهي تعلم ما بداخلهم من حسد علي هذا اليتيم وتعلم ان الذي لم يقدم يد العون طوال السنوات الماضية لن يفعل شئ الان ولكنها عزمت علي اكمال المشوار حتي اخر قرش معها واي قروش تمتلكينها ايتها الارملة الصابرة ان ثمار عمرك هما هذان الشابان اليافعان الواقفين امامك شاورتهم في الامر ورأت الاصرار في اعينهم والعزم علي اكمال المشوار حتي نهايته اخبرتهم ان عليهم الاستمرار في العمل خلال الاجازة الصيفية لتوفير مصاريف الدراسة ولاكمال السنوات السبع العجاف لابنها في كلية الطب ولكنهما ليسا في حاجة لهذة الوصية انهما اعتادوا العمل علي قدر استطاعتهم لتوفير قوتهم ولتحقيق اهدافهم الابن الاكبر كان لا يقل تفوقا عن اخية ولكن لانة الاكبر ولوفاة والده المبكرة تحمل هو شئون المنزل مع والدته فاخذ هذا الامر كثيرا من وقته ورغم ذلك استطاع ان يلتحق بكلية التربية وبأقل مجهود تخرج منها ليستلم عمله مدرسا في نفس القرية ليتولي هو مصاريف اخيه في السنوات الاخيرة في كلية الطب حيث كان من الصعب علي طالب الطب في تلك السنوات الجمع بين الدراسة والعمل بعد السنوات العجاف كان لابد من جني الثمار تخرج الدكتور بتفوق والتحق بقسم القلب بالجامعة والاخ اشتهر كمدرس ضليع في اللغة العربية علي رأي فيلم استاذ حمام وانتقل الي مدرسة اخري بالمركز واصبح في غضون سنوات قليلة من اشهر مدرسيها واعلاهم سعرا للدروس الخصوصية وتزوج باحدي بنات قريته وانجب منها ولدين وبني بيت كبير في قريته ما له والماضي هكذا حدث نفسه يتحدث معها عن حاضره عن الجامعة الامريكية وتلاميذه هناك من كل الجنسيات عن مرتبه السنوي ومكانته بين اقرنائه عن صديقته الامريكية التي تحاول بكافة الطرق الحصول علي موعد خاص معها وقضاء الويك اند في شقتها عن الحياة الامريكية عن المحاضرة التي دعي لالقائها في جامعته المصرية والتي سيحضرها كل اساتذته ليستمعوا له سيسألها عن حياتها في امريكا ليكون هذا مدخله للحديث عنه في جامعتة الامريكية ولكن بدلا من ان يبهرها هو بحياته الامريكية اكتشف من اجابتها انه لم يخرج من الجامعة وان امريكا التي يعرفها هي اقل من امريكا التي عاشتها بمسافة كبيرة انه لم ينتقل خارج الولاية التي بها جامعته وظن ان هذة الولاية هي كل امريكا فاذا بها تحدثه عن عدد الولايات التي زارتها ومميزات كل ولاية واختلاف المعيشة والحياة بين كل ولاية حدثته عن اماكن شهيرة زارتها هناك اول مرة يسمع عنها وعن اصدقائها والفنادق التي اقامت بها سرح بخياله بعيدا وسأل نفسه من اين كل تلك الاموال التي صرفتها في امريكا ان هذا الثراء الذي يظهر عليهم ما هو الا قمة جبل جليدي من الاموال التي بحساباتهم في سويسرا شعرت بانبهاره من حديثها فابتسمت داخلها ابتسامة خبث تذكر مقطع اغنية عالقة بذهنه هش هش يا ديك الفرخة دي مش ليك فتبدل لون وجهه. في هذة اللحظة

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

فريسكا (5)

لم تفكر يوما في الجواز .جواز اسرة بيت اولاد لم تفكر اصلا في الحب علاقتها بالجنس الاخر علاقات عابرة اعجاب صداقة اوقات لهو ومتعة سعادة لا وقت للالم للفراق ولوعة الحب للدموع والعذاب والهجر هذة مصطلحات غريبة عليها حتي افلام الرومانسية كانت بالنسبة لها كوميديا من نوع اخر انها تحيا هامش الحياة يحزنها رحلة فاتتها او لحظة غضب من والدها يعقبها مصالحة وهدية او خسارة رهان علي اي شئ انسان حيوان ماتش كرة قدم اعجاب شاب لم تشعر بالالم من قبل ولم تعرف معني الحب ولم يحاول احد ان يحبها كل من اقترب منها اما مفتون بجمالها او بثراء والدها او مبهور من عالمها وطريقة حياتها لم تقابل الحب من قبل ولن تجد في عالمها هذا من يستحق الحب والدها يتمني لها زوجا من ابناء رجال الاعمال ليزيد الخير ويعم ويفيض علي احفاده من بعده او ابن مسئول من الكبار بشرط ان يكون من عائلة مرموقة ليضمن لها العزوة والقوة اما المسئولين عابري الطريق محدثي النعمة فوجودهم في السلطة غير مضمون وخارج السلطة هم خارج دائرة الضوء بل قد تحيط به الدنيا وتسلب ما نهبه في بضع سنين وهي تنتظر هذة الفرصة التي يتقدم لها الشاب المناسب لها ولعائلتها لتحتفل بمظاهر الجواز من فيلا جديدة وفستان للفرح وشبكة وهدايا قيمة وحفل زفاف كبير يحضره كبار رجال المال والسلطة ورحلة عسل خرافية في احدي الجزر الاسيوية مع ممارسة الجنس بطريقة شرعية الامر اذن لا يتعدي الا الفرحة والمتعة والفسحة اما اسرة وبيت واولاد وحياة وغربة في بلاد العم سام ورجل له مكانة علمية وكل هذة الاصول فهي بعيدة عن تفكيرها كل البعد ولكن الم يحن الوقت الان بان تمر بقصة حب تعيشها وتحياها الم يحن الوقت الي رجل تتمني رؤيته وتنتظر وصوله وتشتاق لعينيه وتتلهف لسماع اخباره وتتمني لمسه يديه تحزن لفراقة وتخشي عليه من اصحابها وتغار عليه من نفسه وتحبسه عن كل نساء العالم. حاولت طرد كل هذة الافكار ولكنها فجاة شعرت بحنين الي رؤيته فاسرعت دون استأذان من صديقاتها ودخلت عليه وهو يجلس مع ابيها استأذن والدها لشئونه وتركها معه جلست امامه ولكنه لم يهتم هذة المرة بالبحث عن مفاتنها ولم تهتم هي بنظراته في تلك اللحظة اراد ان يتعرف علي عقلها بعدما اطمئن علي جمالها وجوارحه تجاهها وهي وللمرة الاولي ارادت ان تتعرف علي هذا المجهول بغض النظر عن اي شئ اخر لما لا تعطي نفسها فرصة للحب حب للحب لا للجواز والابناء والاسرة انها لا تريد هذة الحياة في امريكا حيث يعاملها الناس علي انها انسانة عادية بل هي وان كانت تحمل الجنسية الامريكية فانها مواطنة من الدرجة الثانية بل انها في نظرهم تحمل وصمتان كونها عربية ثم مسلمة مع انها لا تحمل من مظاهر الاسلام اي شئ حتي من ملامح العربية فهي بيضاء شديدة البياض وشعرها الاسود الناعم الطويل يتلون كل شهر بلون جديد حتي لغتها الانجليزية فذات لكنة امريكية واضحة ولكن في كثير من المواقف عندما تبرز بطاقة هويتها تجد الاختلاف في المعاملة والنظرة الدنيوية حتي اصحابها وجيرانها يعاملونها بنفس النظرة اما في مصر فهي اميرة متوجة كل طرقها سالكة واحلامها اوامر هي نجمة اي حفل وحكاية كل صيف ومطمع كل الشباب حولها هي الفاتنة الثرية الواصلة المتاصلة الخفيفة الذكية اللطيفة قل ما شئت وامدح للصبح فأنت في بلد المال يحكم كل شئ حتي الاخلاق يحكمها المال. اذن ففكرة الجواز من هذا الطبيب الاستاذ غير واردة اذن انها مغامرة من نوع جديد انها مغامرة الحب وهل الحب مغامرة؟

الأحد، 24 أكتوبر 2010

فريسكا(4)

كان الطعام علي المائدة يضم اصناف عديدة وغريبة لاول مرة يري كل تلك الاصناف جلس بعد الترحاب به من جانب والدها في المقابل لها كانت المائدة بالاضافة الي والدها ووالدتها تستضيف ثلاثة من اعز صديقاتها اتت بهن خصيصا لتري تأئير سحرها علي هذا الضيف الوجه الجديد لهذا الصيف كانت عينه تكاد تلتهمها كلما رفعها لالتقاط الطعام وكانت هي تدرك ذلك فاختارت الجلوس امامه كي يشبع رغبته بالنظر الي هذا الجزء من نهديها البارز علي استحياء من فتحة الفستان وكانت صديقاتها يراقبن هذا المتلصص بابتسامات متبادلة معها ايقن جميعا من اول وهلة انه ضحيتها لهذا العام فلم يحاول ان يمنع نفسه من الانزلاق في هاويتها كانت تصر ان تقوم علي المائدة بداعي تقديم الاصناف المختلفة البعيدة عن تناوله له وهي تقصد ان تظهر ما يحاول هو الوصول اليه بنظراته فيسرح بصره وتتباطئ حركة يده ويحمر وجهه وتتسارع انفاسه وتنتشر النمنمة والضحكات المكتومة بين صديقاتها وهو في عالمه لا يشعر بما يحدث حوله ولا يفوق من غفوتة الا علي خطاب والدها بسؤاله عن رأيه في الطعام رد بانه تناول طعام في مختلف المؤتمرات العلمية داخل مصر وخارجها ولم يجد الذ من هذا الطعام وغزارة اصنافه كان هذا الرد بداية لحديث الام الذي لم ينتهي الا بنهاية الغداء عن تلك الاصنام المختلفة وكيف يتم استيرادها خصيصا من مختلف دول العالم لتوضع علي مائدة كبارات البلد من رجال اعمال ومسئولين وعن تكلفة الحفلة الاخيرة لزوجها بمناسبة تخصيص الف فدان من اراضي الدولة لبناء قرية سياحية وعن نوعية المدعوين وعددهم وعدد المطربين الذين قاموا باحياء الحفل حديث طويل ممل كان فرصة مناسبة له ليلتهم الدكتور في صمت هذا الجسد المنتشى بنظراته المتوهج في ذلك الفستان الاسود القصير تمني لو يعود طفلا فينزل تحت المائدة ليري ما خفي عنه وسرح به خياله والتهمه فكرة وتحسسه باصابع احلامه فكر ان يفعل كما في الافلام العربية القديمة ويلقي بالمعلقة ويحاول التقاطها ليلتقط معها نظرة ساحقة ماحقة يرضي بها شهوتة ولكنه تراجع عن هذا الفعل الصبياني خاصة انها سوف تكون حركة مكشوفة يفضح بها نفسه امامها هي وصديقاتها وهو لا يعلم ان امره بات كغسيل منشور في الشارع يراه كل ذي عينين انتهت جلسة الطعام وفي الطريق الي الصالون كان جل تفكيرة في وضع جلستها علي الكرسي وما سيكشفه هذا الوضع ويبيح به من اسرار عاد الدكتور الي ايام مراهقته التي ودعها منذ زمن عندما اقترب من الصالون كانت المفاجاة تركته هو ووالدها واختفت كانت تريد ان تنفرد بصديقاتها لتري ردود افعالهم ويتبادلا النكات والضحكات علي الوجة الجديد كانت وصف نظراته اليها وسرحانه المستمر فيها وتلعثمه في الكلام كلما طرق احد باب تفكيرة فيها يجعلها تضحك بهيسترية وجنون سمع صوت ضحكتها وهو جالس مع ابيها فاختل توازنه وكاد ان يستأذنه للذهاب اليها كان حديث والدها ممل عن مشروعاته تتخلله دائما مكالمات موبيل طويلة كلها خاصة بالشغل حتي كاد ان ينصرف لولا امله في حضورها اليه وسط التخطيط والتفكير في كيفية اللهو به طرحت احدي صديقاتها السؤال الذي شل تفكيرها ليه يا بنتي ما تفكريش انك تتجوزيه علي الاقل تضمني انك تعيشي بقية عمرك في امريكا؟

الاثنين، 18 أكتوبر 2010

فريسكا (3)

علم الدكتور من البداية انه بالنسبة لها تميمة جديدة ولكنه خاض التجربة فخسائره لن تتعدي هذا الاسبوع الذي قرر ان يقضيه في مارينا تذكر محمود ياسين مع ميرفت امين في فيلم انف وثلاثة وجوه هذا الطبيب الذي كان يعبث بمرضاه من النساء حتي وقع في ايدي تلك الفتاة التي جعلته اضحوكة وسط اصحابها الامر لن يصل الي هذة المرحلة ولن يطول به الوقت ليتحول الي لعبة في يد اي فتاة انها مجرد تجربة عابرة يتعرف فيها علي هذا العالم المغلق علي اصحابة هكذا حدث نفسه وهكذا اتخذ القرار وقرر خوض التجربة بكل جوانبها مع الاحتفاظ بما جمعه في سنوات عمره من احترام الغير له فلن يسمع ان لا يحترمه احد مهما كان فهو الاستاذ في احدي اعرق الجامعات الامريكية وليس في حاجة الي مال او جاة او سلطان ان مكانتة وحياته هناك تكفية سوف يعيش ويموت هناك حيث جامعته وتلاميذة واساتذته ومرضاه وعلمه وعالمه هو المستغني عن كل هذة المظاهر الكاذبة والمستفزة ان ما يدفعة الان لخوض تلك التجربة هو حب الاستطلاع وحنين خفي لاختراق هذا العالم مع بعض الشهوة التي حاول مرارا قتلها حتي لا تشغله عن حلمه وتفوقه وعلمه
انت متعرفش الفريسكا رد عليها بابتسامة لا يعرف هو معناها وحاول ان يغير الموضوع بسألها عن صحة والدها اخبرته انه بخير وانه يشكره ويدعوه لتناول الغداء معهم حاول ان يرفض بشياكة ولكن عيناه فضحته وهو يتأملها تكاد ان تخترق نظراته ملابسها الرقيقة الخفيفة ها هو ال تي شيرت يحاول ان يخنق نهدين واضح جليا ان ايدي جراح تجميل ماهر عبث بيهن وها هي الجيبة البيضاء القصيرة تظهر ما ينم عن كنز مدفون داخلها علمت بخبرتها مع الرجال انه يتفحصها بنهم فعاجلته بضحكة كانت كالضربة القاضية التي جعلته يرفع راية الاستسلام لها. تعشق هي نظرات الرجال عندما يحاولون التعرف علي مفاتنها تشعر ان نظراتهم ايدي خفية تتحسس جسمها فتشعر بالنشوي دائما النظرات الاولي لها كالقطفة الاولي للفاكهة لها طعم غريب تشعر به لا تهتم كثيرا بالنظرات التالية النظرة الاولي تشعرها بكلاب جائعة تريد ان تنهش هذا اللحم الطري تعطي دائما لهذة النظرات الفرصة الكاملة لتعبر كل الطرق الممكنة لجسدها ثم تطلق الضحكة القاضية بعدما تشعر بالنشوي التي ترضي غرورها شعرت بأنه اول مرة ينظر لامراة بكل هذا النهم فزادها هذا فرحة وغرورا واعطته الفرصة كاملة بل وبدلت من وضعها وجلستها كل يزداد احتراقا علي احتراقه ولتنطلق ضحكاتها بهيسترية معلنة هذا الفوز الكاسح لجسدها علي هذا الحمل الوديع اكتفت بهذا القدر من العذاب له وتركته وضحكتها ما زالت تطلقها بجنون منتظرة اياه علي الغداء ظلت طوال طريقها الي الشلية الخاص بها تضحك وهي تتذكر نظراته وتسأل نفسها كيف له وهو المقيم في امريكا ان ينظر لها هذة النظرات المفضوحة التي لا تعبر الا عن رجل صعيدي يري بنات مصر لاول مرة في حياته هل يكون مريض بالشبق الجنسي لقد درست بعض سنوات في امريكا ولم تكن سوي فتاة عادية لا تلفت النظر الا لبعض الشباب العربي لم ينظر لها في امريكا شاب هذة النظرات المجنونة انها نفس النظرات التي نظرها لها لاعب الكرة اول مرة رأها في الحفل ونفس النظرة التي ينظر بها العاملون في القرية لكن نظرات العاملين تصيبها باشمئزار وكأنهم يأخذون حق ليس لهم مع انها بضاعة مكشوفة ومن حق الجميع ان يطمع بها ويقلبها بنظره كيفما شاء نظرات لاعب الكرة لها كانت تتوقعها ولم تشعر معها باي سعادة لكن الامر اختلف مع الدكتور لقد شعرت بنشوي شديدة هل لذلك علاقة بالسحرالموجود في المزيج بين العلم والاقامة في امريكا والشخصية المصرية بطبعها وعتاقتها ورائحة التاريخ التي تغلفها هل هو احساسها بان هذا الذي يقيم وسط الحسناوات من كل جنس ولون قد انهار لجمالها ولم يستطيع الصمود امام بعض مفاتنها. لم يستطع الحراك من كرسيه الجالس عليه كانت مفاتنها ما زالت تدور في عقله وتبعث اثارها علي باقي جوارحه اغلق عينيه واستسلم لبعض خيالاته اما هي فقد قررت ان تزيده اشتعالا وتستمتع بردود افعاله ونظراته الخارقة العابرة فوق كل نقطة من جسدها فاخذت تقلب دولاب ملابسها بحثا عن فستان يلهب هذا القابل للاشتعال الباحث عن نشوته داخلها وقع اختيارها علي فستان اسود شديد السواد قصير شديد القصر يعطي لبياض بشرتها توهج خاص وكأن النور ينبعث من تلك المناطق المحبوسة خلف الفستان استقبلته علي باب الشالية بابتسامة ساحرة في هذة اللحظة تمني ان تكون زوجته نسي كل تحذيراته لنفسه من ان ينساق وراءها نسي ان ملابسها هذة لا تليق برجل صعيدي تربي تربية خاصة علي تعاليم وتقاليد الصعيد اتي مصر من اجل ان يتزوج من الحشمة والاخلاق وهو الان يتمني فتاة تعيش حياة امريكية خالصة ولما لا يرتبط بها وهي انسب وحده لتعيش معه في امريكا هكذا حدثته نفسه انه رضي او ابي سيتكيف هو وزوجته مع الحياة الامريكية فمن الافضل ان تكون زوجته فتاة كتلك عاشت في امريكا من قبل تغير تفكيرة بنسبة 180 درجة عندما رأها في ثوبها الساحر وضحكتها الاخاذة انقلب السحر علي الساحرخانه التوفيق وغرته الاماني شعرت به وهو يدور في فلكها فامسكت يده تجذبه للدخول معها وهي تضحك نفس ضحكاتها سري في جسده لهيب نار قد اضرمتها من قبل بمجرد ان لمست يده اراد ان يجذبها من يدها بقوة لترتمي بين احضانه كم اغلق ابواب الفتنة من قبل وجاهد حتي لا يقع في المعصية ماذا حدث له لماذا تنهار كل قواه فجاة وكانه الاعصار الذي جاء ليقضي علي كل الاخضر بداخله ايها الطبيب الذي جمعتك الليالي بكثير من الفتيات داخل مستشفيات مصر وخارجها وخرجت من كل معاركك سالما الا من بعض الخدوش ما لي اراك ترفع رايات الاستسلام منذ ان رأيتها عد يا اخي الي ساحات معاركك في الجامعة واخرج من تلك الرحلة القصيرة سالما لا تستسلم للهوي واهرب بروحك من غوايات ابليس اللعين فشلت نفسه في حمله علي الرجوع وانطلقت قدماه تسابق شهوته الي داخل الشاليه

الأربعاء، 13 أكتوبر 2010

فريسكا فريسكا (2)

فضحكت مرة اخري عليه ظنته لا يعرفها وينطقها هكذا جهلا منه واه لو تعلم انه كان ينطقها ذهابا وايابا عشرات المرات اخبرته انها اعتادت ان تفاجئ اي حد سرحان بهذه الكلمة مستوحاه من المصيف والبيئة المحيطة ضحك معها وهو في الحقيقة يضحك علي نفسه التي ذهبت الي الماضي السحيق كان بالنسبة لها تجربة جديدة عقل مختلف روح غريبة تري فيه رجولة المصري ولغة وفكر الامريكي نوع جديد لم تلتقي به من قبل رغم دراستها في امريكا التقت من قبل بعرب يعيشون في امريكا لكن هذا مختلف وبامريكان يعيشون في مصر هو مزيج غريب بين الاثنين ظن انه سوف يبهرها ولكنه هو الذي انبهر بها اخذته الي عالمها فرأي مصر غير التي عاشها او حتي سمع عنها ورأي مصريين ابعد ما ان ينتموا لمصر باي حال من الاحوال رأي اموال تبعثر وملابس اوربية وطعام يستورد خصيصا للحفلات اليومية رأي الشاطئ في الليل وقد تحول الي ملهي ليلي بنات ترقص وشباب يسكر ومخدرات رائحتها تذكم الانوف والشرطة تحرص المكان من المتطفلين من عامة الشعب الحقير وكأن اموال الناس تسرق من كل مكان في مصر لتنثر هنا علي الرمال في امريكا هناك رفاهية ولكن الكل معه المال والكل يجد علاج ودواء والكل يستطيع ان يقضي اجازتة مع اولادة كلا حسب سعته. في مصر المال لشلة مرتزقة جمعتهم المصالح والنفوذ والاطماع وقلة الضمير وغياب الشرعية والانتماء.اصطحبته معها في كل مكان تذهب اليه الكل من حولها يعلم انه لعبتها لهذا الصيف اعتادت كل صيف ان تصطحب لون جديد من الشباب لتبهر به اصحابها الصيف الماضي كان لاعب كرة قديم شهيركانت تجرة خلفها كالاهطل كان لا يجيد لغة الكلام قروي وجد فجاة الاضواء تسلط عليه من كل جانب والاموال تلقي تحت قدمه والانديه تتصارع عليه واصبح خبر انتقاله شاغل كل القنوات الرياضية التي لا تجيد الا اختلاق الاحداث والوقيعة بين الاندية والاعبين والاعلام والمدربين وعرض الشتائم المتبادلة والمشاركة احيانا في الردح الكروي اصبح نجم فوق العادة لم يعطي لكرة القدم الا القليل واعطته من حيث لا يحتسب شاهدته مرة في احدي القنوات الفضائية وقررت ان يكون معها في هذا الصيف في مارينا لم يكن الامر صعب المنال فدعوة منها له لحضور احدي حفلات ابيها التي يحضرها علية القوم كانت كفيلة ان تجعله يقف علي باب الحفل مسبهل ينظر تارة عن يمينه وتارة عن شماله وهو يقدم كرت الدعوة علي باب الحفل كانت تنتظره باعينها علي الباب وما ان راته حتي دعته بالدخول اخبرته انها صاحبة الدعوة وانها مبهورة به كلاعب له مستقبل خطير علي حد قولها وجد نفسه مستسلم لها يتحرك معها كيف شاءت كانت تضحك لردود افعاله العفوية ولابتسامته البلهاء لم يكن وسيما ولكن كان يحمل جسدا قويا عفيا يجذب الفتيات ذوات النظرة الشهوانية للرجال لم يكن الجنس عندها مباح ولكن دون ذلك من الضحك واللهووالرقص والهزار فهذا بالنسبة لها من اللمم تصدرت صورها مع هذا اللاعب وهما في مارينا كثير من الصحف والمجلات التي تبحث عن الاثارة في اي شئ وكل شئ وتناقلت القنوات الفضائية ومنتديات الشباب هذة الصورة وهو يظهر في ضحكته البلهاء بجوارها علي شاطئ السحر والجمال بمارينا كانت هذة الصورة كفيلة بان تهدد مستقبلة في بلد المتناقضات فالنوادي تكتظ بفتيات من هذة النوعية ومعظم اعضاء النوادي يعيش هذة الحياة بل كثير من اللاعبين والبعض منهم يرتبط بتلك النوعية من النساء ولكن مجرد صورة لهذا الاعب او ذاك يصطحب فيها فتاة في رحلة او حفلة او شاطئ لهو الفساد والانحلال وبداية النهاية لبزوغ نجم هذا اللاعب. انتهي الصيف وانتهت علاقتها به فهي ليست بحاجة له اكثر من هذا فقد ادي مهمته باقتدار عبثا حاول الاتصال بها ولكن بأت كل محاولاته بالفشل ولم يجد مفر من عودته الي التدريبات بقوة ومحاولة اثبات الذات والعودة الي تشكيلة فريقة الاساسية التي فقدها في زمرة انشغاله بعالمه الجديد لم يكتشف انه مجرد تقليعة لصيف مارينا الساخن وانه كان ديكورها في هذا الصيف علم بعد ذلك من اصحاب هذا العالم انه لم يكن الاول ولن يكون الاخير ومع كل صيف سيكون هناك بطل جديد تتحدث عنه فتيات مارينا في نمنمتها وحواديتها التي لا تنتهي الا بانتهاء الصيف ليبدأ صيف جديد وحكايات جديده وتظهر وجوه جديده لاناس جديده جمعوا من المال ما يكفي لشراء فيلا او شالية ويكونوا من ساكني مارينا بجوار علية القوم من وزراء ومحافظين ورجال اعمال وتختفي وجوة اعتادت علي الظهور لاكتشاف امرهم والزج بهم في غياهب السجن او لهروبهم خارج البلاد او لاعلان الغضب عليهم من اصحاب النفوذ ومحاصرتهم في ارزاقهم لانتهاء دورهم في لعبة رجال الاعمال واللعب باوراق اخري اثبتت الولاء التام والتضحية بالغالي والرخيص لارضاء القوي الخفية التي تحكم البلاد واستطاعتهم الوصول الي تلك القوي بالصدفة او بالنسب او بخفة الدم والاخلاق. لم يكن الدكتور الذي اعيته الحياة واعياها وشرب واكل علي رمال هذا البحر وعلم اسراره واباح هو له بامانيه واحلامه بغافل عن الاعيب فتاة وجدت نفسها فجاة اميرة تطلب فتجاب تأمر فتطاع تحلم فيستجيب لها القدر شبيك لبيك فوالدها من اكبر رجال المال والاراضي والعقارات اشتري الاف الامتار بسعر اقل من عشرة جنية وباعها المتر بالف جنية هذا هو الظاهر للعيان عن سر تضخم ثروته ولكن ما خفى كان اعظم انها دولة تباع ثرواتها وتوزع علي حفنة من البشر كل مقدراتهم انهم علي صلة باصحاب السلطة والنفوذ وانهم علي استعداد تام للتضحية حتي بالابناء من اجل اسيادهم لانهم علموا جيدا ان لا عزيز لدي اصحاب القوي وانهم في اي لحظة قد يكونوا كبش فداء ويجدوا انفسهم داخل احدي المعتقلات تحت اي مسمي الا من رحم ربه وارتضوا له بان يهرب خارج البلاد او ان يكتفي بما جمع من مال ويبتعد عن دائرة الضوء ويحيا في سلام لا عزيز سوي العزيز عزيز مصر والحاكم بأمر الله حلال العقد ومفرج هموم المصريين بعد ان تضيق الحكومة عليهم عيشتهم انه من يرفع العلاوة ويلغي الاتاوة ويفض معارك الخبز وازمة الانابيب انه الحل السحري الذي يظهر فجاة بعد نوم عميق ليثبت من جديد انه موجود في وقت القحط لتمطر السماء علي هذا الشعب المسكين ولكنها تمطر بحساب يكفي لسد الجوع وبل الريق.

الأحد، 10 أكتوبر 2010

فريسكا فريسكا

جلس علي شاطئ مارينا يرتدي شورت اشتراه من امريكا مخصوص من اجل

تلك اللحظة اخرج من جيبه علبة سجائر مستوردة وولاعة اهداها اليه ثري عربي عندما كان محجوز في غرفة العناية المركزة باحدي المستشفيات الامريكية وكان هو المشرف علي علاجه نصحه بالتوقف عن التدخين فاخرج الرجل ولاعته واهداها اليه كانت مطلية بالذهب الخالص ضحك وهو ياخذها منه وكيف علمت يا شيخ اني ادخن رد عليه انا اشم رائحة المدخنين من علي بعد. صوت الامواج يدغدغ مشاعره وصوت الفتيات من حوله يشعره بالجنة وهن الحور العين ينظر الي الافق من حوله يجلس وحيدا كما كان دائما هواء البحر يعود به الي الوراء عشرين عاما عشرون عاما قد مضت منذ ان كان صبيا ياتي من الصعيد في الاجازة الصيفية ليعمل علي الشواطئ تدرج من صبي يقوم بجمع بقايا المصطافين من علب فارغة واكياس الي بائع فريسكا كانوا ينادونه بالصعيدي وكان يفخر بذلك كان يعلم ان العمل عبادة وان الشغل مش عيب ولكن مع التحاقه بكلية القمة شعر ببعض الخجل وفضل ان يعمل في اعمال بعيدة عن الاحتكاك بالجمهور خوفا من ان يصتطدم بزميل له في الكلية او زميله فتكون الطامة اكبر. تخرج اخوه الاكبر وعمل مدرسا وتولي مصاريفه ولم يعد محتاج للعمل فترة الصيف خاصة ان الدراسة في كلية الطب كانت تمتد لتاخذ الصيف كله كان دائما من اوائل الدفعة تم تعينه معيدا في قسم القلب ثم مدرسا مساعدا فكر في الجواز ولكن منحة دراسية الي امريكا جعلته يؤجل الفكرة. في امريكا ليس هناك وقت لغير العلم ها هو قطار العمر يمضي دون محطة توقف المنحة سنتين حصل خلالها علي الدكتوراة عرضت عليه الجامعة هناك ان يستمر معهم خاطب الجامعة المصرية رفضت عرضت علية جامعة امريكا راتب سنوي مليون دولار قدم استقالته للجامعة المصرية وقرر العيش في بلاد العم سام عاد لمصر بعد اربع سنوات من الغربة يبحث عن عروسة ولكن قبل كل شئ اراد ان يرضي نفسة ذهب الي الاسكندرية واستأجر عربية حديثة كان يبحث عن وجوه بعينها ذهب الي شاطئ المعمورة ثم المنتزة فشل في العثور عليهم الطبقة التي يبحث عنها هاجرت الي الساحل الشمالي الي مارينا والي الجونة وشرم الشيخ. اختار مارينا ضحك بهسترية عندما سمع صبي ينادي فريسكا فريسكا نظر حوله جميلات الجميلات يتناثرن حوله ظن انه لو شاور لاحداهن لهرولت اليه تقول شبيك لبيك جاريتك بين ايدك لا يعلم انه يجلس بين اثرياء اراضي الدولة وعبارات الموت والدم الملوث والقمح الفاسد والعك الكروي والقنوات الخاصة دخل الواحد منهم قد يتجاوز المليون جنية يوميا شعر احد رواد الشاطئ بضيق نفس نادوا علي طبيب بسرعة اسرع هو لينقذ الموقف حوت من حيتان هذا الزمان ضاقت معدته بكمية الجمبري والاستاكوزا فاعلنت العصيان في صورة الم شديد. ولما لا يكون بطل قصة هذا الصيف هكذا حدثتها نفسها وهي تراه يعالج والدها انت نازل في مارينا رد هو لا والله انا بقضي الويك اند حاول ان يتحدث الانجليزية باللكنة الامريكية ليخفي لهجتة الصعيدية ولاضافة نوع من الجاذبية اليه عرضت عليه ان يقيم في الشلية الخاص بوالدتها وهو بجاور الشالية الذي تقيم فيه تحدث مع نفسه اه يا بلد شالية لامها وشالية لابوها يا ولاد ...عاد للهجتة الصعيدية سريعا بعد ان كاد ينساها تماما خلال وجوده في امريكا لكن عندما يحدث نفسة فالامر مباح والعرق دساس كما يقولون تجول داخل الشالية وكاد ان يرقص طربا كانت اقصي امانيه ان يجلس علي كافتيريا سياحي علي البحر مباشرا في الاسكندرية. اخذ يتنطط كطفل صغير في كل مكان جلس امام الشلية ينظر الي القمر ويناجيه يا قمر فاضل خطوة وأوصلك ويا نجوم بتغيري مني ليه علي القمر. فريسكا فريسكا قالتها وجلجلت المكان بضحكة عاليه اصفر وجهه وشحب لونه هل يمكن ان تكون عرفت شيئا عن ماضيه هل شاهده احد العمال في القرية وتعرف عليه فاخبرها مستحيل ان امه لو رأته الان ما عرفته لقد تغير وجهه وظهرت عليه اثار النعمة امتلي جسده النحيل واحمر وجهه الاصفر الناظر اليه الان لا يمكن ان يتخيل انه هو بياع الفريسكا

فريسكا نطقها وكأنه ينادي بها علي الشاطئ

....يتبع...

الجمعة، 8 أكتوبر 2010

رحلة الموت كاملة

رحلة الموت

اواخر يوليو كان الجو شديد الحرارة والصيف ينبأ عن احداث مخيفة التقي عمرو باحمد واشرف علي كافتيريا المستشفي احلامهم بسيطة وعيونهم تنظر الي المستقبل بترقب لم يحصلوا من الحياة سوي علي لقب دكتور وهذا البلطو الابيض يتجولون به في مستشفي اسيوط الجامعي وكانهم عصافير الكناريا. سنة الامتياز هي سنة التدريب العملي لطلبة الطب ليس عليهم فيها اي مسئولية وقد انزاح عنهم هم الدراسة فهي سنة الاستجمام وهي الفترة الانتقالية بين ثقل الدراسة وعبء الحياة وهي باختصار فترة الضحك واللعب والحب وهي اجمل واخر فرصة للسعادة .

جاءت البشري من احد اصدقائهم بصرف المرتبات كست الفرحة وجو ههم فقد كان في ذهن كل واحد منهم فكرة؟ انه الصيف الذي اتي بعد ان انهكتهم دراسة الطب ست سنوات ها هو اول صيف بعد التحرر من قيود الدراسة وها هو اول مرتب في حياتهم التي لن تستمر كثيرا . نظر احمد بعد قبض المرتب الي اشرف وعمرو واقترح الفكرة المنتظرة ايه رايكم ناخد كام يوم في الاسكندرية؟ لمعت اعين اشرف وعمرو ولم يفكرا كثيرا يلا بينا انطلق الثلاثة الي القدر المحتوم ذهبوا مباشرا الي استراحة اطباء الامتياز جهزوا الشنط علي استعجال لم يتركوا حتي رسالة لاحد من زمايلهم عن جهتهم انطلقوا كالمسحورين اليه الي الموت.

اتفق الثلاثة علي الاسكندرية وفي طريقهم الي محطة القطار اخبرهم اشرف ان له صديق يعمل بالغردقة وكان يدعوة دائما الي زيارتة اختمرت الفكرة في عقل عمرو سرح بعيدا في الغردقة والقري السياحية التي يسمع عنها ويراها في التلفاز وكانها من المحرمات علي عامة الشعب هل يمكن ان يري السياح وهم يبدلون ملابسهم علي الشاطي ويتجولون في المدينة وهم شبة عراة الحلم اصبح واقع وها هي دعوة صريحة للغردقة نعم الغردقة صرخ بها عمروعلي الاقل هناك من ينتظرهم ويستطيع ان يدبر امر الفسحة والسكن ويشاهدوا لاول مرة في حياتهم تلك البقعة الساحرة من ارض مصر. لم تكن في ذلك الوقت ظهرت قري الساحل الشمالي ولم تكن شرم الشيخ علي الخريطة كانت الغردقة هي ملء السمع والبصر ووجهة الاغنياء وحلم يراود الفقراء لذا كانت فكرة الغردقة فكرة مجنونة كيف لهم ان يدخلوا هذة القري ومرتبهم لا يكفي لقضاء ليلة واحدة فيها ولكن اشرف طمئنهم ان صديقه سوف يتكفل بكل هذا الامر.

انطلق القطار بهم من اسيوط الي قنا وصلو قنا علي اذان العصر صلوا في مسجد سيدي عبد الرحيم القناوي.

رغم انهم دفعة وحدة فلم يتعرف عمرو علي اشرف واحمد الا في سنة الامتياز اي ان معرفته بهم لم تتعدي سوي شهور قليلة يا لسخرية القدر.

احمد الابن الوحيد لاب كافح في الحياة من اجلة ومن اجل اخته استطاع ان يجوز اختة لعريس مناسب من نفس المدينة واصبح همة الوحيد والاكبر هو احمد رغم ضيق الحال وقلة الحيلة الا انه استطاع ان يبني بيت من ثلاث ادوار بعد كفاح مرير مع الحياة وحرمان اكبر من لذتها والاستعانة بكشك صغير لزيادة دخله مع وظيفتة الحكومية ولكن هذا الكشك اصبح نقطة خلاف بينه وبين احمد الذي يري انه يحط من شانة وهو قد اقترب من العودة الي المدينة حاملا لقب دكتور رضخ الاب لطلبات احمد فهو يحيا ويعيش من اجله وقد انهي تجهيز شقة لزواجه واخري عيادة وهذا اقصي امانية وليكمل احمد المسيرة وليطمئن ابوه علي مستقبله بعدما هيهأ له اسباب النجاح ولتقر عيناة وهو يري ثمرة حياته وصبر ايامه ودعاء صلواته .كم كنت قاسيا ايها القدرعلي هذا الاب كم كان الابتلاء عظيم وكم كانت البلوي اكبر من هذا الاب المسكين. انا الان اتذكر منظر ابو احمد وهو بالمستشفي يجلس مذهولا ينظر الي الارض يرتدي بدلة نصف كم اكل عليها الدهر وشرب ونظارة سميكة موظف مصري بسيط عندما تراه لاول مرة تقسم من هيئتة انه الموظف المصري الذي ينحر في الحياة ليوفر قوت اولاده . انطلقت العربة البيجوا تحمل الثلاثة وسط الصحراء الي المدينة الساحرة

وصل البيجو الغردقة قبيل العشاء كانت الغردقة المدينة صدمة لهم فهي مدينة عادية بل اقل من العادية اتضح بعد ذلك ان القري السياحية تختلف عن المدينة وان المدينة هي مكان العمال والمقيمين يوجد بها بعض وسائل الترفية من ديسكوا وملاهي ليلية وقهاوي منتشرة وفنادق محترمة نوعا ما بجانب الهيئات الحكومية بحثوا الثلاثة عن لوكاندة تناسب امكانياتهم المادية الفقيرة ووجدوا ضالتهم في لوكاندة اصابها الهرم وضعوا امتعتهم بها وانطلقوا لكي يجدوا ضالتهم في متع الحياة الغائبة عنهم وليتعرفوا علي هذة المدينة التي لا توحي بشئ جديد نفس الشوارع والطرقات وكانهم لم يغادروا مدينتهم بل نفس الوجوة اين السياح؟ واين هذا السحر والجمال الذي جاءوا يبحثوا عنة؟

وجدوا مسجد كبير وسط المدينة وكأنهم وجدوا ضالتهم فالعشاء علي اذان دخلوا المسجد صلوا المغرب والعشاء وعند خروجهم من المسجد كانت اولي المفاجأت سرقة جزمة احمد المدينة الحالمة بها حرامية جزم يا للهول علي راي يوسف وهبي كان احمد من النوع شديد الحرص شديد البخل وكان حادث سرقة حذائه كفيل بان يجعله يصب اللعنات علي هذة الفكرة المجنونة بالسفر الي الغردقة لم يخطر ببال احدهم ان بداية الرحلة سوف تكون بسرقة الجزمة

بصراحة بداية غير مبشرة بالخير ارتدي احمد شبشب (قبقاب) من الجامع واشتري جزمة جديدة وكانت تظهر علية علامات الحزن لفراق حذائه القديم من الواضح انه عشرة عمر وبينهما ذكريات من البؤس والشقاء صعب ان تنسي وظن انهما لم يفترقا ولكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

لازلت اتذكر كلمات اشرف عن ابيه وهو يحكي عنه ابي كالاسد هكذا اطلق علية لقبه وهكذا رايتة في المستشفي ينتظر اجراءات الدفن يسير لوحدة كالاسد الجريح وفجاة ينهار ويصرخ يا واحد يا واحد ثم يتمالك نفسة ويكمل السيرثم تفر من عينة دمعة تريد ان تتنفس الحياة بعدما كتمها داخله سنوات لم تستطيع الدنيا بكل همومها ومشاكها وفراق الاحبة ان تنتزع منه هذه الدمعة ولكن هيهات ها هو الدمع ينهمر منه كالمطر ذلك الاسد يهتز يصرخ لا ينطق الا باسم الله الواحد تخرج منه لتشق عنان السماء اري السماء ترتجف وهي تستقبل هذه الصرخة المكتومة الاسد لا يريد الانحناء الي الاقدار ولكن كيف لا ينهار وقد فارق جزء منه الحياة بل ان شئت قل فارقت روحة الحياة.

ما اصعب فراق الابناء كان ابي يدعو ربه بان ياخذة قبل ان يري مكروها في ابنائه فما بالك بفراق الابن بموت الابن.

اتصل اشرف بصديقه الذي قابلهم علي احدي القهاوي كانت فرحة الصديق لا توصف وكانهما افترقا من سنين تعجبت لهذا الحب الظاهر في اعينهم وبعد التعارف بينهم وعدهم بالمرور عليهم صباحا لياخذهم الي احدي القري الساحية التي يعمل بها. كان دخول القرية السياحية للمصريين في ذلك الوقت صعب فالقرية مكتظة بالسياح الاجانب وكان دخولهم عن طريق هذا الصديق غير شرعي ولكنه ادي الغرض ووجد الثلاثة انفسهم وجها لوجة مع الشاطئ ومن حولهم اجانب من كل شكل ولون تخلت بعضهن عن الجزء العلوي من المايوة ليكتسب نهداهن اللون البرنزي كان المنظر صدمة وكان كفيل بان يحرك داخلهم عواصف الشهوة ولكن كان هناك احساس غريب وعجيب الامر لم يحرك فيهم ساكن بل الاغرب من ذلك اهتم الثلاثة بامر المياة ومحاولة الاستمتاع بهذة اللحظات عن حتي النظر الي تلك الاجساد العارية هناك شئ غريب ان الفتن حولهم لم تلههم وكأن هناك غشاوة علي اعينهم

الامر ذاتة تكرر في المساء وجدوا الثلاثة ملهي ليلي يعلن عن راقصة لولابية غرهم الشيطان واوعز اليهم بخوض التجربة لا اكثر فهم لم يدخلوا من قبل هذة الاماكن ولم يحتكوا بهذا البشر غلبهم حب الاستطلاع ودخلوا الدخان يملئ المكان انه ليس بالمعني المفهوم لكلمة ملهي هو اقرب الي قهوة بلدي او ان شئت قل خمارة تقدم بالاضافة الي الشيشة والمشروبات العادية الخمور بالاضافة الي فقرة لراقصة اخر الليل.

لم يستطيعوا الجلوس فيه اكثر من ربع ساعة وغادروا المكان ليتنفسوا هواء البحر النقي الخالي من تلك الشوائب البشرية تحدثوا في امور شتي وهم يسيرون في ليل اخر ايامهم في هذة الدنيا الغرورة

اشرف يري ان جمال عبد الناصر هو نصير الفقراء ولولاه ما دخل امثالهم كلية القمة وتمتعوا بنعمة مجانية التعليم عمرو اول مرة يسمع هذا الكلام فهو لا يعلم عن الثورة الا انتهاء الملكية وبداية الجمهورية اما اي تفاصيل اخري عن توزيع الاراضي علي الفلاحين ومجانية التعليم والكلام ده فدي سياسة هو بعيد عنها كل البعد اما احمد فهو لا يري خير لا في جمال ولا السادات ولا من جاء بعدهم ولا من سوف ياتي علي كرسي الحكم فالكل عندة سواء وتطرق الحديت الي جماعة الاخوان تارة والي الفساد المنتشر في الغردقة وطبعا يقصدوا فساد الاخلاق لا اكثر اما فساد الذمم وفساد الحكم وفساد الحكومة والذي منه فليس هذا وقته في هذا الليل البهيم والجو العليل تحدث اشرف عن بعض ذكرياته مع ابيه اما احمد فهو يحاول ان لا يتكلم ابدا عن دواخله كان احمد انسان هادي الطبع الي اقسي درجة لا تشعر بوجودة يتكلم قليلا جدا بعكس اشرف كان كثير الكلام كثير السرحااان انتهت الليلة الاخيرة وبدأ صباح اليوم الاخير

انه اليوم الذي ستشرق فيه الشمس لاخر مرة علي اتنين من الثلاثة سيتركوا الدنيا محملين باقل قدر من الذنوب والخطايا سيتركوها ولم يلبثوا فيها الا القليل سيتركوها في هدوء شديد دون وداع لصديق او قريب دون وداع لاب ربي وام سهرت وعيون اخذت تترقبهم وهم صغار يحبون ويقعون فتبتسم وتضحك وتحضنهم في عشق عيون سهرت الليالي وبكت طويلا لالم اصابهم او مرض اخذ منهم بسمتهم عيون احاطت بهم عن الناس والهواء عيون لمعت لنجاحهم وتراقصت لفرحهم ولم تنام الا بعد الاطمئنان علي وجودهم عيون حياتها في رؤيتهم وهلاكها في فراقهم .كيف لهذه العيون ان تصبر لفراقهم؟ كيف لها ان تصبح فلا تراهم علي قيد الحياة؟ اي شيئا سوف تراه بعد الان واي فرحة سوف تشرق في هذة القلوب؟

يبدوا اليوم 29 يوليو كأي يوم عادي لا يوجد شيئا ملفت للنظر سوي ذلك الهدوء الشديد وكأن مسرح الحياة فتح الستار ليري الجمهور الفصل الاخير من حياة اشرف واحمد وقف اتوبيس القرية السياحية التي يعمل بها صديق اشرف حوالي الساعة العاشرة صباحا امامهم ركبوا الثلاثة مع صديقهم الاتوبيس الذي شق طريقه وسط القري السياحية وفي خلال نصف ساعة كانوا امام بوابة القرية تركوا الثلاثة البطاقات الشخصية كاجراء امني عند البوابة وساروا في ممر طويل الي فندق القرية نظروا الثلاثة الي متع الحياة الزائلة انبهروا لمنظر الفندق فالفندق ضخم جميل البناء والتصميم وهم لم يعتادوا مثل هذه الاماكن ولن يروها بعد الان يطل الفندق علي الشاطئ خرجوا من احد ابواب الفندق الي الشاطئ مباشرا ودعهم صديقهم الي عمله. الشاطئ صغير مكتظ بالسياح علي اختلاف الوانهم الشمس تشرق بصفاء عجيب والهواء يحمل رائحة البحرليعبر بها رئاتهم ليزيل ما علق بها من رواسب دنياهم وليهيئهم الي الحياة الجديدة اختاروا اخر الشاطئ في منعزل عن باقي المصطافين كان الشاطئ ينتهي بلسان يمتد داخل البحر ويفصل قريتهم عن القرية المجاورة انه اللسان الذي سيشهد اللقطة الاخيرة .نصف ساعة علي انتصاف النهار وتعامد الشمس علي الارض عجبا لهذا التوقيت الذي اختاره القدر للنهاية جاءت دعوة للاشتراك في ممارسة الكرة الطائرة الشاطئية تحمس اشرف للفكرة واستجاب احمد وانطلقا الاثنين ليلهوا معا تابعهم عمرو برغبة في المشاركة ولكن هناك من شده الي مكانه فوق الرمال لم يأتي بعد دورة فليمكث قليلا في الحياة ليزداد من شقائها ونصبها وليحمل من اوزاره ما تأن منه الجبال. بعد مضي نصف الساعة انتهت المباراة لتبدأ المأساة اتيا احمد واشرف عمرو والسعادة تملا وجههما وكأنهما كانا يمارسا طقوس الفرار من الدنيا حان وقت النزول الي البحر فقد سري فيهما حماس غريب ليطفأ نشوتهما بماء البحر.كان عمرو قد احمر جلده والتهب من اليوم السابق لنزوله البحر فأسر السلامة وتمني لهما الاستمتاع بمياة البحرالصافية وتركهما بنظره وهما يتجهان صوب هذا اللسان بعيدا عن باقي المصطافين والقي بجسده علي الرمال الناعمة وغطي وجه بالفوطة لا يعلم كم مضي من الوقت ولا يعلم ان كانت اصابته غفوة من النوم ام انه كان في الا وعي ولكن كان هناك هاجس مخيف سيطر علي نفسه فانتفض وكأنه مسه عفريت من الجن وقف يرتعش وكاد قلبه ان يقف شعر بان الرمال من تحته تذوب ويغوص هو داخلها لتطبق علي صدره استعاذ بالله من هذا الاحساس وطمئن نفسه عندما نظر حوله فرأي الهدوء يعم المكان نظر علي البحر وهو لايري شيئا يلتمس اصدقائه فلم يجدهم ظن انهما خرجا وذهبا الي الاستحمام من ماء البحر تلفت يمينا ويسارا علي طول الشاطي لم يجد لهما اثر قادته رجلاه دون ان يشعر الي اخر الشاطئ حيث اللسان تبسم وكأنه استنشق اخيرا الحياة ها هم مستلقيان علي اخر اللسان .سأل نفسه يا تري فيما يتهامسان؟ فقد بدا عليهما كعاشقان يتناجيان يتهامسا الحب. هم بتركهما والعودة الي مكانه خطي بعض الخطئ ولكن رجلاه رفضت المضي تسمرت بالارض اتاه نفس الهاجس وانقبض قلبه بقوة حتي كاد ان يخترق صدره عاد والفزع يملأه نظر اليهما مرة اخري واطال النظر انهما لا يتحركان لا يتهامسان لا ينظران لبعضهما صوت الموت قد احاط بالمكان الفزع يصرخ السماء تصدر اصواتا مرعبة موج البحر يهيج رسمت علي البحر صور مخيفة اللسان الذي يحملهما يرتعد لم يتمالك عمرو نفسه اخذ يصرخ عليهما بهيسترية لم تستطع قدماه ان تتحرك سمع احد العاملين بالشاطئ صراخه فاتجه مباشرا نحو هذان الراقدان في سلام اخذ يقلب فيهما يمينا ويسارا وعيون عمرو تترقبه في فزع وخوف شديد تجمع بعض العاملين حول عمرو وهم ينتظرون الخبر من طرف اللسان اشار العامل باشارة واحدة كانت كافية ليعم السكون المكان الا من صرخات عمرو التي اطلقها دون وعي حتي انتهي صوته واخذ يردد لا حول ولا قوة الا بالله لا حول ولا قوة الا بالله . في احد مكاتب الفندق جاءت الشرطة وتم عمل محضر بالحادثة وغادر عمرو القرية وسار وحيدا في ذلك الممر الطويل من الفندق الي البوابة

كلما تذكر عمرو انه منذ دقائق كان يسير مع اصدقائة علي ذلك الممر يهيج بالبكاء حاول ان يتمالك نفسه ويثبت وهو يري الناس من حوله ينظرون باستغراب علي هذا الباكي ولكنه فشل في السيطرة عليها عند البوابة وعندما هم باخذ بطاقتة الشخصية سمعها لاول مرة من حارس الامن البقية في حياتك هكذا يدخل من هذة البوابة هو واصدقائة ويخرج منها يتلقي العزاء فيهم الامر اكبر منه وقدماه لا تستطيع ان تحملاه يريد ان يصل الي اللوكاندة بسرعة لينعزل عن هذا العالم ويجلس مع ذكرياتة ويصرخ باعلي صوته دون ان يراه احد هكذا هو دائما يحب ان يعيش الحزن وحده لا يشاركه احد يبكي مع نفسه يصرخ داخلها يحدثها هي فقد لا غير هذة طبيعتة لا يريد ان يري دموعه احد لم يستطع الوقوف طويلا جلس بجوار سور القرية ينظر الي السماء يناجي ربه ان يلهمه الصبر اراد ان ينام فيستيقظ علي يوم جديد غير ذلك اليوم اراد ان يغمض عيناة فيفتحهما علي بلد اخر غير تلك البلدة المدينة الساحرة تحولت الي مدينة الاشباح والاحزان تجمعت الغيوم في سمائها فحولت نهارها الي ظلمة عظيمة واختنق الهواء داخلها حتي اخذ يتنفس بصعوبة بالغة انه يريد الهروب الان من ذلك المكان شاور لميكروباص يمر بالطريق عندما وصل الي اللوكاندة كان الخبر قد وصلها عن طريق الشرطة التي اخذت متعلقات احمد واشرف للمرة الثانية يسمع نفس الجملة البقية في حياتك من موظف اللوكاندة اتجه نحو غرفته القي بنفسه علي السريرشعر بان هناك من يقوم بعملية غسيل مخ له لم يشعر بشئ ولا يعرف كم مضي من الوقت حين سمع طرقات علي الباب فتح فاذا بصديق اشرف يبكي بحرقة ويحضنة بشدة اخبره انه استطاع ان يخبر اهل اشرف بالحادثة ولكن عليه ان يتولي هو اخبار اهل احمد حيث ان اجراءات تبليغ الشرطة قد تاخذ بعض الوقت ثم سلمه ظرف اخبره ان بداخله شهادة وفاة احمد عليه ان يسلمه لاهله عند وصولهم واستاذن لانه سوف ينتظر اهل اشرف بالمستشفي لاستلام الجثة هكذا تحول اسم اشرف الي الجثة تم حذف الاسم الذي ارتبط به طوول عمره بمجرد فراقه الحياة وتحول الي الجثة رفع اسمه مع روحه الي السماء وبقي الجسد الفاني الجثة خرج صديق اشرف ونظر عمرو الي المظروف وما ان شاهد المكتوب علية حتي اجهش بالبكاء فقد كتب عليه المرحوم احمد قرشي هكذا بالسرعة دي اخذ لقب المرحوم وهو من ساعتين او اقل كان يتناول معة في نفس تلك الحجرة الفطار ويستعدا معا ليومهم الجديد ويخططان كيف يستفيدا منة اقصي استفادة ممكنة فلم يبقي معهم من المال الكثير واقتربت الرحلة علي نهايتها لم يكن يعلم ان الرحلة هي رحلة حياته وانهما يخططان لاخر ساعات عمره ويكتبان معا النهاية لهذة الرحلة الحياتية القصيرة لم يستطع عمرو ان يتمالك نفسة وهو يري لقب المرحوم قبل اسم احمد حتي كاد ان يمزق الخطاب لولا تذكر اهميتة لانهاء اجراءات تسلم الجثة ودفنها

لم يستطع عمرو الجلوس وحيدا في الغرفة فقد كاد عقلة ان يجن واصبحت تأتية نوبات من الصراخ والبكاء فخرج الي المستشفي حيث يرقد بمشرحتها جسدي احمد واشرف وجد هناك بعض رفقاء صديق اشرف ينتظرون وصول اهل اشرف وكانوا يتحدثون عن التليفون الذي وصل لاهل اشرف يخبرهم بالفاجعة رد علي التليفون ابو اشرف واخبره المتحدث بالخبر فرد عليه ان اشرف باسيوط واغلق سماعة التليفون عبثا حاول الاتصال به ثانية فلم يرد جلس الاب المصدوم من الخبر وهو لا يصدقه وهو يحدث نفسه اشرف في اسيوط ولم يخبرني انه مسافر الي اي بلد ان الخبر كذب ولكن قلبة يحدثه بشيئا اخر انه الوداع وداع اغلي الناس وداع الابن وداع الاخ وداع الصديق وداع الفرحة وداع الحياة حاول ان ينكر كل هذه الاحاسيس ويقنع نفسة ان اشرف ما زال علي قيد الحياة هناك في اسيوط لم يغادرها ولن يغادرها قبل ان يخبره كيف له ان يغادر الحياة وهو الذي لا يتحرك خطوة قبل ان يشيره فيها لا ان الامر فيه خطأ ما ان اشرف مازال علي قيد الحياة لا.... صرخ بها لا... لا.... حاول اهل البيت استفهام الامر ولكن لم يجيبهم بشئ ماذا يقول يقول ان التليفون يخبره ان اشرف مات هكذا الامر يسير هكذا سيخبر امه ابنك مات هكذا سوف ينطقها بسهولة وسيتحرك اللسان بها كيف لهذا اللسان دائم الدعاء له بحفظه من كل شر ان ينطقها. انتشر الخبر في البلدة بين الاهل والاصدقاء بعدما تولي صديق اشرف هذا الامر وتجمعوا عند بيت اشرف خرج الاب المكلوم وهو لا يستطيع ان يصدق الخبر ولكنه لا يستطيع الانكار ترك نفسة لهم يفعلوا ما شاءوا فهوغير قادر علي فعل شئ سوي الصمت سكت الاسد وتوقف ازيره الكل يتحرك حوله لتجهيز السيارات لاحضار جئة المتوفي من مشرحة مستشفي الغردقة وهو يقف صامت لا يتحدث ولا ينطق حتي همسا فيما تفكر ايها الاب المكلوم؟ اين عقلك اذهب ام تبقي منه شئ؟ اين دموعك التي لم يراها احد من قبل ؟لماذا ما زالت تقف كالاسد علي قدميك الم يحن الوقت لتنحني ؟الكل ينظر الي الاب الواقف علي رجلية لا ينتحب ولا ينحني لو يعلمون بكم النار التي تحرقه لو احسوا بما يشعر به لوعرفوا ان ذلك الاسد الواقف امامهم يشعر ان ذئاب الدنيا تنهش لحمه وان جبال الارض فوق صدره

وصلت السيارات من اسوان الي الغردقه حوالي منتصف الليل

السكون يحيط بالمكان والليل يلف المستشفي نزل ابو اشرف الاب المكلوم من العربة وهو ينظر حوله يتفحص الوجوة لعله يري اشرف بينهم ما زال علي قيد الحياة انه يرفض تلك اللحظة التي يري فيها ابنه جثة في مشرحة تلك المستشفي كم تمني ان يراه في البلطو الابيض داخل احدي المستشفيات لا ان يستلمه جثة منها اخذ يسير ببطئ شديد نحو المشرحة حاول ان يتوقف ولكن هناك امل جعلة يتحرك لعله في اللحظة الاخيرة يتغير الامر يسير واذنه تترقب ان تسمع صوت اشرف من الخلف ينادي عليه ليكذب هذا الخبر ويعلن عودة الروح له ولابيه لكن قضي الامر ها هو اشرف امامه جثة هامدة لا حراك فيها صرخ الاب بكل ما يملك من قوة علي اشرف لعله يجيب النداء ويفوق من غفوته علا صراخه ليملاء المكان اشرف اشرف رد عليا يا ابني التف حوله الاهل يحملونه خارج المشرحة ويصبرونه علي البلاء خرج معهم في هدوء وانطلق نحو فناء المستشفي تتصارع الصرخات داخله لكنه لا ينطق الا بكلمة واحدة يا واحد يا واحد يقف تفر دمعة من عينية ثم يسير وهو يكرر نفس الكلمة يا واحد يجلس علي الارض في وضع القرفساء ويطبق بيده علي راسه يحاول ان يقتل تلك الصرخات داخله ان يغلق هذا العقل الذي يستعرض ذكرياته مع ابنه يحاول ان يمسح الماضي كله بحلوه ومره ولكن عقله لا يستجيب يصر علي العذاب يقف علي رجليه يسير حول نفسه يبكي لا يجرؤ احد علي الاقتراب منه اذا اردت ان تري شخص يحترق فلتنظر الي ذلك الاب ان نار الفراق تحرقه تكاد ان تري النار بعينك ان تحس بوهجها ان اقتربت منه ربما لذلك السبب لم يقترب منه احد فقد احس الجميع بهذة النيران المشتعلة داخل هذا الاسد الجريح انكسر الاسد خانته قوته وخانه القدر الجرح اكبر من ان يضمد والمصيبة اكبر من اي احتمال انطلق صوت بانتهاء الاجراءات وتسلم جثة المتوفي ركب الجميع السيارات وانطلقوا الي اسوان وفجاة وجد عمرو نفسه وحيدا حتي صديق اشرف ورفقاءه ركبوا السيارات مع اهل اشرف نسمات فجريوم جديد ها هي تهب من بعيد كان عمرو يتمني ان تهب نسمات هذا اليوم والامر كله منتهي ولكن ما زالت جثة احمد في المشرحة والمسافة بين ملوي بلد احمد والغردقة بعيدة ولن ياتي احد منهم قبل صباح اليوم الجديد لم يجد عمرو مفر من ان يعود مرة اخري الي اللوكاندة ويحاول جاهدا النوم عاد الي حجرته وفي يده شهادة الوفاة التي يجب ان يسلمها لاهل اشرف وخشي ان يغلبه النوم وهذة الامانة معه فجلس علي السرير ما بين اليقظة والنوم حتي سمع طرقات الباب فقام ليجد اثنان من اصدقائه قد حضرا من اسيوط عندما علما بالخبر ليعيناه علي تلك البلوي اخذهما بالحضن والبكاء عندما رائهما حاولا ان يخففا عنه الامرقدر استطاعتهما احس عمرو اخيرا ان هناك من يستطيع ان يحمل عنه بعض الهم لم يكن في الوقت متسع فقد اخبراه ان اهل احمد قد وصلهما الخبر وانهم في الطريق الان . كان عمرو قد اتصل ببعض اصحابه في المستشفي ليخبرهم بامر ما حدث حتي يستطيع بلديات احمد من الدفعة توصيل الخبر لاهل احمد وبالفعل استطاع احدهم ان يبلغ زوج اخته بالفاجعة وبعد مشاورات مع الاهل اتفقوا ان يخبروا والده بان احمد اصيب في حادثة وانه مصاب بمستشفي الغردقة لم يستطع احد ان يخبره بالحقيقة فاحمد بالنسبة لوالده هو كل شئ هو الماضي والحاضر والمستقبل انه لا يعيش في هذه الدنيا الا من اجله لم يفعل شئ في دنياه الا من اجله كل احلامه واماله لوحيده وثمرة فؤاده وطرح عمره وجني ايامه ان ضربه بسكين في عنقه اهون من ابلاغه بخبر كهذا الامر اقوي من الجميع ولا يوجد من يستطيع ان يخبره بهذا الامرماذا يقولوا له ؟ ان شوكة يشاكها احمد كفيلة بان تقلق منام الاب ان هم اصاب احمد كفيل بان يهيل هموم الدنيا كلها فوق راس الاب لا حديث للاب الا عن احمد العائد بعد سنوات الدراسة الثقيلة حاملا لقب الدكتور هنا عيادته ستكون وهنا منزل الزوجية وهذة حجرة اطفاله وهذا ما تبقي من مال يملكه لتسليمه له حين عودته ليتصرف فيه حسب رغبته والاب سيكتفي بالجلوس في المنزل ليقضي ما بقي من عمره مع احفادة من احمد ان حياة الاب لم تكن ملكه انها جزء من حياة احمد. احمد الراقد الان بسلام في مشرحة المستشفي ينتظر الاهل ليودعونه الي مثواه الاخير. انطلق عمرو واصحابه الي المستشفي لينتظروا قدوم اهل احمد اقتربت الشمس من وسط النهار واقتربت في نفس اللحظة سيارة تحمل لوحات محافظة المنيا نزل الاب كالمجنون ينادي يا احمد انتي فين يا احمدحاول من معه تهدئته دون جدوي اصر ان يراهكان لابد الان من القاء الخبر عليه الاب الثائر كالمجنون صمت لم ينطق بحرف جالس يبكي يا احمد سبتني ليه يا احمد تحول الثائر الي طفل صغير يناجي امه يتحدث اليه وكأنه علي قيد الحياة يبكي كالاطفال لم اراه بعدها الا بجانب الصندوق الخشبي الذي يحمل جثة ابنه في المسجد انتظارا للصلاة عليه اسند رأسه الي الصندوق واخذ يحدث ابنه في صمت وهو يبكي يا تري ماذا قال له وهل اجاب الابن علي ابيه هل رد الله اليه روحه ليجيب هذا الاب الحزين حزن الدنيا المعزول عنها يناجي ابنه في عالمه الاخر انا علي يقين ان هناك اتصال ما حدث بينهما احدهما تحول من حالته لحالة الاخر ليتحدثا معا اخر حديث بينهما قبل ان تفارق الاجساد بعضها احدهما تحت الارض والاخر فوقها اما روحهما فلن يتفرقا ابدا ان احمد كان نسخة من ابيه كانا يذوبان في بعضهما حتي لا تستطيع ان تفرق بين الاب وابنه لن يستطيع الموت ان يفصل هذا الاندماج والذوبان بينهما لا اعلم شيئا عن ابو احمد بعد هذه اللحظة فبعد الصلاة عليه في مسجد المستشفي انطلقت عربة مجهزة للموتي تحمل جسد احمد ومن وراءها السيارة التي تحمل جسد اب يتنفس بلا روح وانقطعت الاخبار واغلب الظن ان هذا الاب لن يعيش كثيرا بعيدا عن ابنه وسيترك دنيانا الي دنياه او اخرته لن يختلف الامر معه كثيرا خرج عمرو من الغردقة مع اثنين من اصحابه كما دخلها منذا ثلاثة ايام ولكن الاصحاب تبدلوا هكذا حال الحياة يسير فيها الراكب يفارق اصحاب ويتعرف علي غيرهم قد تطول المدة وقد تقصر ولكن الحياة في مجملها رحلة قصيرة الي الموت