الأربعاء، 13 أكتوبر 2010

فريسكا فريسكا (2)

فضحكت مرة اخري عليه ظنته لا يعرفها وينطقها هكذا جهلا منه واه لو تعلم انه كان ينطقها ذهابا وايابا عشرات المرات اخبرته انها اعتادت ان تفاجئ اي حد سرحان بهذه الكلمة مستوحاه من المصيف والبيئة المحيطة ضحك معها وهو في الحقيقة يضحك علي نفسه التي ذهبت الي الماضي السحيق كان بالنسبة لها تجربة جديدة عقل مختلف روح غريبة تري فيه رجولة المصري ولغة وفكر الامريكي نوع جديد لم تلتقي به من قبل رغم دراستها في امريكا التقت من قبل بعرب يعيشون في امريكا لكن هذا مختلف وبامريكان يعيشون في مصر هو مزيج غريب بين الاثنين ظن انه سوف يبهرها ولكنه هو الذي انبهر بها اخذته الي عالمها فرأي مصر غير التي عاشها او حتي سمع عنها ورأي مصريين ابعد ما ان ينتموا لمصر باي حال من الاحوال رأي اموال تبعثر وملابس اوربية وطعام يستورد خصيصا للحفلات اليومية رأي الشاطئ في الليل وقد تحول الي ملهي ليلي بنات ترقص وشباب يسكر ومخدرات رائحتها تذكم الانوف والشرطة تحرص المكان من المتطفلين من عامة الشعب الحقير وكأن اموال الناس تسرق من كل مكان في مصر لتنثر هنا علي الرمال في امريكا هناك رفاهية ولكن الكل معه المال والكل يجد علاج ودواء والكل يستطيع ان يقضي اجازتة مع اولادة كلا حسب سعته. في مصر المال لشلة مرتزقة جمعتهم المصالح والنفوذ والاطماع وقلة الضمير وغياب الشرعية والانتماء.اصطحبته معها في كل مكان تذهب اليه الكل من حولها يعلم انه لعبتها لهذا الصيف اعتادت كل صيف ان تصطحب لون جديد من الشباب لتبهر به اصحابها الصيف الماضي كان لاعب كرة قديم شهيركانت تجرة خلفها كالاهطل كان لا يجيد لغة الكلام قروي وجد فجاة الاضواء تسلط عليه من كل جانب والاموال تلقي تحت قدمه والانديه تتصارع عليه واصبح خبر انتقاله شاغل كل القنوات الرياضية التي لا تجيد الا اختلاق الاحداث والوقيعة بين الاندية والاعبين والاعلام والمدربين وعرض الشتائم المتبادلة والمشاركة احيانا في الردح الكروي اصبح نجم فوق العادة لم يعطي لكرة القدم الا القليل واعطته من حيث لا يحتسب شاهدته مرة في احدي القنوات الفضائية وقررت ان يكون معها في هذا الصيف في مارينا لم يكن الامر صعب المنال فدعوة منها له لحضور احدي حفلات ابيها التي يحضرها علية القوم كانت كفيلة ان تجعله يقف علي باب الحفل مسبهل ينظر تارة عن يمينه وتارة عن شماله وهو يقدم كرت الدعوة علي باب الحفل كانت تنتظره باعينها علي الباب وما ان راته حتي دعته بالدخول اخبرته انها صاحبة الدعوة وانها مبهورة به كلاعب له مستقبل خطير علي حد قولها وجد نفسه مستسلم لها يتحرك معها كيف شاءت كانت تضحك لردود افعاله العفوية ولابتسامته البلهاء لم يكن وسيما ولكن كان يحمل جسدا قويا عفيا يجذب الفتيات ذوات النظرة الشهوانية للرجال لم يكن الجنس عندها مباح ولكن دون ذلك من الضحك واللهووالرقص والهزار فهذا بالنسبة لها من اللمم تصدرت صورها مع هذا اللاعب وهما في مارينا كثير من الصحف والمجلات التي تبحث عن الاثارة في اي شئ وكل شئ وتناقلت القنوات الفضائية ومنتديات الشباب هذة الصورة وهو يظهر في ضحكته البلهاء بجوارها علي شاطئ السحر والجمال بمارينا كانت هذة الصورة كفيلة بان تهدد مستقبلة في بلد المتناقضات فالنوادي تكتظ بفتيات من هذة النوعية ومعظم اعضاء النوادي يعيش هذة الحياة بل كثير من اللاعبين والبعض منهم يرتبط بتلك النوعية من النساء ولكن مجرد صورة لهذا الاعب او ذاك يصطحب فيها فتاة في رحلة او حفلة او شاطئ لهو الفساد والانحلال وبداية النهاية لبزوغ نجم هذا اللاعب. انتهي الصيف وانتهت علاقتها به فهي ليست بحاجة له اكثر من هذا فقد ادي مهمته باقتدار عبثا حاول الاتصال بها ولكن بأت كل محاولاته بالفشل ولم يجد مفر من عودته الي التدريبات بقوة ومحاولة اثبات الذات والعودة الي تشكيلة فريقة الاساسية التي فقدها في زمرة انشغاله بعالمه الجديد لم يكتشف انه مجرد تقليعة لصيف مارينا الساخن وانه كان ديكورها في هذا الصيف علم بعد ذلك من اصحاب هذا العالم انه لم يكن الاول ولن يكون الاخير ومع كل صيف سيكون هناك بطل جديد تتحدث عنه فتيات مارينا في نمنمتها وحواديتها التي لا تنتهي الا بانتهاء الصيف ليبدأ صيف جديد وحكايات جديده وتظهر وجوه جديده لاناس جديده جمعوا من المال ما يكفي لشراء فيلا او شالية ويكونوا من ساكني مارينا بجوار علية القوم من وزراء ومحافظين ورجال اعمال وتختفي وجوة اعتادت علي الظهور لاكتشاف امرهم والزج بهم في غياهب السجن او لهروبهم خارج البلاد او لاعلان الغضب عليهم من اصحاب النفوذ ومحاصرتهم في ارزاقهم لانتهاء دورهم في لعبة رجال الاعمال واللعب باوراق اخري اثبتت الولاء التام والتضحية بالغالي والرخيص لارضاء القوي الخفية التي تحكم البلاد واستطاعتهم الوصول الي تلك القوي بالصدفة او بالنسب او بخفة الدم والاخلاق. لم يكن الدكتور الذي اعيته الحياة واعياها وشرب واكل علي رمال هذا البحر وعلم اسراره واباح هو له بامانيه واحلامه بغافل عن الاعيب فتاة وجدت نفسها فجاة اميرة تطلب فتجاب تأمر فتطاع تحلم فيستجيب لها القدر شبيك لبيك فوالدها من اكبر رجال المال والاراضي والعقارات اشتري الاف الامتار بسعر اقل من عشرة جنية وباعها المتر بالف جنية هذا هو الظاهر للعيان عن سر تضخم ثروته ولكن ما خفى كان اعظم انها دولة تباع ثرواتها وتوزع علي حفنة من البشر كل مقدراتهم انهم علي صلة باصحاب السلطة والنفوذ وانهم علي استعداد تام للتضحية حتي بالابناء من اجل اسيادهم لانهم علموا جيدا ان لا عزيز لدي اصحاب القوي وانهم في اي لحظة قد يكونوا كبش فداء ويجدوا انفسهم داخل احدي المعتقلات تحت اي مسمي الا من رحم ربه وارتضوا له بان يهرب خارج البلاد او ان يكتفي بما جمع من مال ويبتعد عن دائرة الضوء ويحيا في سلام لا عزيز سوي العزيز عزيز مصر والحاكم بأمر الله حلال العقد ومفرج هموم المصريين بعد ان تضيق الحكومة عليهم عيشتهم انه من يرفع العلاوة ويلغي الاتاوة ويفض معارك الخبز وازمة الانابيب انه الحل السحري الذي يظهر فجاة بعد نوم عميق ليثبت من جديد انه موجود في وقت القحط لتمطر السماء علي هذا الشعب المسكين ولكنها تمطر بحساب يكفي لسد الجوع وبل الريق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق