الأحد، 10 أكتوبر 2010

فريسكا فريسكا

جلس علي شاطئ مارينا يرتدي شورت اشتراه من امريكا مخصوص من اجل

تلك اللحظة اخرج من جيبه علبة سجائر مستوردة وولاعة اهداها اليه ثري عربي عندما كان محجوز في غرفة العناية المركزة باحدي المستشفيات الامريكية وكان هو المشرف علي علاجه نصحه بالتوقف عن التدخين فاخرج الرجل ولاعته واهداها اليه كانت مطلية بالذهب الخالص ضحك وهو ياخذها منه وكيف علمت يا شيخ اني ادخن رد عليه انا اشم رائحة المدخنين من علي بعد. صوت الامواج يدغدغ مشاعره وصوت الفتيات من حوله يشعره بالجنة وهن الحور العين ينظر الي الافق من حوله يجلس وحيدا كما كان دائما هواء البحر يعود به الي الوراء عشرين عاما عشرون عاما قد مضت منذ ان كان صبيا ياتي من الصعيد في الاجازة الصيفية ليعمل علي الشواطئ تدرج من صبي يقوم بجمع بقايا المصطافين من علب فارغة واكياس الي بائع فريسكا كانوا ينادونه بالصعيدي وكان يفخر بذلك كان يعلم ان العمل عبادة وان الشغل مش عيب ولكن مع التحاقه بكلية القمة شعر ببعض الخجل وفضل ان يعمل في اعمال بعيدة عن الاحتكاك بالجمهور خوفا من ان يصتطدم بزميل له في الكلية او زميله فتكون الطامة اكبر. تخرج اخوه الاكبر وعمل مدرسا وتولي مصاريفه ولم يعد محتاج للعمل فترة الصيف خاصة ان الدراسة في كلية الطب كانت تمتد لتاخذ الصيف كله كان دائما من اوائل الدفعة تم تعينه معيدا في قسم القلب ثم مدرسا مساعدا فكر في الجواز ولكن منحة دراسية الي امريكا جعلته يؤجل الفكرة. في امريكا ليس هناك وقت لغير العلم ها هو قطار العمر يمضي دون محطة توقف المنحة سنتين حصل خلالها علي الدكتوراة عرضت عليه الجامعة هناك ان يستمر معهم خاطب الجامعة المصرية رفضت عرضت علية جامعة امريكا راتب سنوي مليون دولار قدم استقالته للجامعة المصرية وقرر العيش في بلاد العم سام عاد لمصر بعد اربع سنوات من الغربة يبحث عن عروسة ولكن قبل كل شئ اراد ان يرضي نفسة ذهب الي الاسكندرية واستأجر عربية حديثة كان يبحث عن وجوه بعينها ذهب الي شاطئ المعمورة ثم المنتزة فشل في العثور عليهم الطبقة التي يبحث عنها هاجرت الي الساحل الشمالي الي مارينا والي الجونة وشرم الشيخ. اختار مارينا ضحك بهسترية عندما سمع صبي ينادي فريسكا فريسكا نظر حوله جميلات الجميلات يتناثرن حوله ظن انه لو شاور لاحداهن لهرولت اليه تقول شبيك لبيك جاريتك بين ايدك لا يعلم انه يجلس بين اثرياء اراضي الدولة وعبارات الموت والدم الملوث والقمح الفاسد والعك الكروي والقنوات الخاصة دخل الواحد منهم قد يتجاوز المليون جنية يوميا شعر احد رواد الشاطئ بضيق نفس نادوا علي طبيب بسرعة اسرع هو لينقذ الموقف حوت من حيتان هذا الزمان ضاقت معدته بكمية الجمبري والاستاكوزا فاعلنت العصيان في صورة الم شديد. ولما لا يكون بطل قصة هذا الصيف هكذا حدثتها نفسها وهي تراه يعالج والدها انت نازل في مارينا رد هو لا والله انا بقضي الويك اند حاول ان يتحدث الانجليزية باللكنة الامريكية ليخفي لهجتة الصعيدية ولاضافة نوع من الجاذبية اليه عرضت عليه ان يقيم في الشلية الخاص بوالدتها وهو بجاور الشالية الذي تقيم فيه تحدث مع نفسه اه يا بلد شالية لامها وشالية لابوها يا ولاد ...عاد للهجتة الصعيدية سريعا بعد ان كاد ينساها تماما خلال وجوده في امريكا لكن عندما يحدث نفسة فالامر مباح والعرق دساس كما يقولون تجول داخل الشالية وكاد ان يرقص طربا كانت اقصي امانيه ان يجلس علي كافتيريا سياحي علي البحر مباشرا في الاسكندرية. اخذ يتنطط كطفل صغير في كل مكان جلس امام الشلية ينظر الي القمر ويناجيه يا قمر فاضل خطوة وأوصلك ويا نجوم بتغيري مني ليه علي القمر. فريسكا فريسكا قالتها وجلجلت المكان بضحكة عاليه اصفر وجهه وشحب لونه هل يمكن ان تكون عرفت شيئا عن ماضيه هل شاهده احد العمال في القرية وتعرف عليه فاخبرها مستحيل ان امه لو رأته الان ما عرفته لقد تغير وجهه وظهرت عليه اثار النعمة امتلي جسده النحيل واحمر وجهه الاصفر الناظر اليه الان لا يمكن ان يتخيل انه هو بياع الفريسكا

فريسكا نطقها وكأنه ينادي بها علي الشاطئ

....يتبع...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق