الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

فريسكا (5)

لم تفكر يوما في الجواز .جواز اسرة بيت اولاد لم تفكر اصلا في الحب علاقتها بالجنس الاخر علاقات عابرة اعجاب صداقة اوقات لهو ومتعة سعادة لا وقت للالم للفراق ولوعة الحب للدموع والعذاب والهجر هذة مصطلحات غريبة عليها حتي افلام الرومانسية كانت بالنسبة لها كوميديا من نوع اخر انها تحيا هامش الحياة يحزنها رحلة فاتتها او لحظة غضب من والدها يعقبها مصالحة وهدية او خسارة رهان علي اي شئ انسان حيوان ماتش كرة قدم اعجاب شاب لم تشعر بالالم من قبل ولم تعرف معني الحب ولم يحاول احد ان يحبها كل من اقترب منها اما مفتون بجمالها او بثراء والدها او مبهور من عالمها وطريقة حياتها لم تقابل الحب من قبل ولن تجد في عالمها هذا من يستحق الحب والدها يتمني لها زوجا من ابناء رجال الاعمال ليزيد الخير ويعم ويفيض علي احفاده من بعده او ابن مسئول من الكبار بشرط ان يكون من عائلة مرموقة ليضمن لها العزوة والقوة اما المسئولين عابري الطريق محدثي النعمة فوجودهم في السلطة غير مضمون وخارج السلطة هم خارج دائرة الضوء بل قد تحيط به الدنيا وتسلب ما نهبه في بضع سنين وهي تنتظر هذة الفرصة التي يتقدم لها الشاب المناسب لها ولعائلتها لتحتفل بمظاهر الجواز من فيلا جديدة وفستان للفرح وشبكة وهدايا قيمة وحفل زفاف كبير يحضره كبار رجال المال والسلطة ورحلة عسل خرافية في احدي الجزر الاسيوية مع ممارسة الجنس بطريقة شرعية الامر اذن لا يتعدي الا الفرحة والمتعة والفسحة اما اسرة وبيت واولاد وحياة وغربة في بلاد العم سام ورجل له مكانة علمية وكل هذة الاصول فهي بعيدة عن تفكيرها كل البعد ولكن الم يحن الوقت الان بان تمر بقصة حب تعيشها وتحياها الم يحن الوقت الي رجل تتمني رؤيته وتنتظر وصوله وتشتاق لعينيه وتتلهف لسماع اخباره وتتمني لمسه يديه تحزن لفراقة وتخشي عليه من اصحابها وتغار عليه من نفسه وتحبسه عن كل نساء العالم. حاولت طرد كل هذة الافكار ولكنها فجاة شعرت بحنين الي رؤيته فاسرعت دون استأذان من صديقاتها ودخلت عليه وهو يجلس مع ابيها استأذن والدها لشئونه وتركها معه جلست امامه ولكنه لم يهتم هذة المرة بالبحث عن مفاتنها ولم تهتم هي بنظراته في تلك اللحظة اراد ان يتعرف علي عقلها بعدما اطمئن علي جمالها وجوارحه تجاهها وهي وللمرة الاولي ارادت ان تتعرف علي هذا المجهول بغض النظر عن اي شئ اخر لما لا تعطي نفسها فرصة للحب حب للحب لا للجواز والابناء والاسرة انها لا تريد هذة الحياة في امريكا حيث يعاملها الناس علي انها انسانة عادية بل هي وان كانت تحمل الجنسية الامريكية فانها مواطنة من الدرجة الثانية بل انها في نظرهم تحمل وصمتان كونها عربية ثم مسلمة مع انها لا تحمل من مظاهر الاسلام اي شئ حتي من ملامح العربية فهي بيضاء شديدة البياض وشعرها الاسود الناعم الطويل يتلون كل شهر بلون جديد حتي لغتها الانجليزية فذات لكنة امريكية واضحة ولكن في كثير من المواقف عندما تبرز بطاقة هويتها تجد الاختلاف في المعاملة والنظرة الدنيوية حتي اصحابها وجيرانها يعاملونها بنفس النظرة اما في مصر فهي اميرة متوجة كل طرقها سالكة واحلامها اوامر هي نجمة اي حفل وحكاية كل صيف ومطمع كل الشباب حولها هي الفاتنة الثرية الواصلة المتاصلة الخفيفة الذكية اللطيفة قل ما شئت وامدح للصبح فأنت في بلد المال يحكم كل شئ حتي الاخلاق يحكمها المال. اذن ففكرة الجواز من هذا الطبيب الاستاذ غير واردة اذن انها مغامرة من نوع جديد انها مغامرة الحب وهل الحب مغامرة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق